طريقة مختلفة لتمارين النساء

مع بداية كل عام جديد، يتخذ الكثير من الأشخاص قرارات لتحسين أنماط حياتهم، وغالباً ما تركز هذه القرارات على تحسين الصحة واللياقة البدنية.

 وبينما تزدحم النوادي الرياضية بالمشتركين الجدد خلال الأسابيع الأولى من العام، تشير الإحصاءات إلى أن عدداً كبيراً منهم يتوقف عن الالتزام بعد الشهر الأول.

شهدت السنوات الأخيرة، وخاصة بعد جائحة كوفيد-19، ارتفاعاً ملحوظاً في اهتمام النساء بممارسة الرياضة والالتحاق بالنوادي الرياضية. ويعود ذلك إلى الوعي المتزايد بفوائد النشاط البدني، مما دفع الباحثين إلى دراسة الاختلافات بين الجنسين في الاستجابة للتدريبات الرياضية.

تشير المدربة الرياضية داليا زاويل، الحاصلة على شهادة في العلوم البيولوجية، إلى أن الاعتقادات القديمة حول ضرورة خفض شدة التدريب أو عدد أيام التمارين للنساء لم تعد مدعومة علمياً. وتوضح أن الدراسات الحديثة أظهرت أن التغيرات في الأداء الرياضي خلال فترة الطمث غالباً ما تكون ناتجة عن أعراض مثل آلام البطن أو تغير المزاج، وليس بسبب قيود جسدية حقيقية.

وتنصح داليا النساء بالاستماع إلى أجسادهن خلال فترة الدورة الشهرية، ومراعاة حالتهن المزاجية والجسدية عند تحديد شدة التمرين. وتضيف أن استجابة النساء للتمارين تختلف من شهر إلى آخر، ومن امرأة لأخرى، حسب نظام حياتهن وتجاربهن السابقة في الرياضة.

يشير المدرب الرياضي حسن عون إلى أن الدراسات أثبتت أن لاعبات كرة القدم أكثر عرضة للإصابة بتمزق الرباط الصليبي الأمامي مقارنة بالرجال. ويُرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث قبل الإباضة، حيث يؤدي ارتفاع هرمون الإستروجين إلى زيادة مرونة الأربطة. كما تلعب الاختلافات الهيكلية في عضلات الأرجل الخلفية دوراً في زيادة خطر الإصابات.

ومع ذلك، تتميز النساء بسرعة أكبر في التعافي بعد تمارين رفع الأثقال مقارنة بالرجال. ويُعتقد أن ذلك يعود إلى حمل النساء لأوزان أقل في التمارين، مما يقلل من إجهاد العضلات.

تشير الدراسات إلى أن عضلات النساء تتركز بشكل أكبر في الجزء السفلي من الجسم مقارنة بالجزء العلوي. ورغم أن ذلك يمنحهن القدرة على رفع أوزان ثقيلة باستخدام عضلات الأرجل، إلا أن ضعف عضلات اليدين قد يعيق تقدمهن في تمارين رفع الأثقال. لذلك، توصي زاويل بأهمية تقوية عضلات الجزء العلوي لتحقيق التوازن وتحسين الأداء الرياضي.

تلعب تمارين رفع الأثقال دوراً مهماً في الحفاظ على صحة النساء مع التقدم في العمر. فالتغيرات الهرمونية، مثل انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، تؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام. ويُظهر التدريب المنتظم تأثيراً إيجابياً في زيادة الكتلة العضلية وكثافة العظام، مما يقلل من مخاطر الكسور والإصابات.

وتوضح زاويل أن تمارين المقاومة، مثل تمارين القرفصاء (السكوات)، تساعد النساء على الحفاظ على القدرة على أداء الأنشطة اليومية بسهولة، مثل صعود السلالم أو حمل الأشياء. وتشير بعض الدراسات إلى أن التدريب بالأثقال يمكن أن يعزز إعادة بناء العظام في حالات الإصابة بهشاشة العظام.

يساعد التدريب الرياضي على تخفيف أعراض انقطاع الطمث، مثل التشنجات العضلية وآلام المفاصل، كما يُسهم في تحسين الصحة النفسية وزيادة الثقة بالنفس. وتؤكد زاويل أن ممارسة الرياضة أثناء الحمل يمكن أن تجعل عملية الولادة أسهل وتقلل من التورم وآلام الظهر.

تختم زاويل نصائحها بقولها: "استمتعوا بالتدريب وركزوا على تحسين أدائكم وقوتكم. مع الوقت، سيظهر التغيير على أجسامكم دون عناء. رفع الأثقال ليس مجرد تمرين، بل هو رحلة لتطوير الثقة بالنفس واكتشاف القوة الحقيقية داخل كل امرأة".

المصدر: bbc

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.