الشوفان المطبوخ وفوائده الصحية الشاملة

في السنوات الأخيرة، بدأ الشوفان يأخذ مكانه المستحق على موائد المهتمين بالصحة والتغذية السليمة، وذلك بفضل ما يقدمه من فوائد غذائية مهمة تعزز صحة القلب وتنظّم وظائف الجسم.

وعلى وجه الخصوص، يبرز الشوفان المطبوخ كخيار مثالي لوجبة فطور مشبعة ومغذية تساعد على تحسين العديد من المؤشرات الصحية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات مزمنة مثل ارتفاع الكولسترول أو اضطرابات السكر في الدم.

إقرأ أيضاً: تجربتي مع بذور الشيا والماء: كيف غيرت صحتي؟

يقلل الكولسترول الضار

واحدة من أبرز فوائد الشوفان المطبوخ أنه يساعد بشكل فعّال في تقليل مستويات الكولسترول الضار في الجسم. يعود هذا الأثر إلى احتوائه على نوع من الألياف القابلة للذوبان تُعرف باسم بيتا غلوكان، وهي ألياف تُشكّل مادة هلامية في الأمعاء ترتبط بجزيئات الكولسترول وتمنع امتصاصها في مجرى الدم.

بالتالي، يُسهم تناول الشوفان بانتظام في خفض مستويات الكولسترول منخفض الكثافة، وهو ما ينعكس إيجاباً على صحة القلب والشرايين.

وتؤكد دراسات متعددة أن اتباع نظام غذائي غني بالشوفان يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة ملحوظة، خاصة عند تناوله ضمن نظام غذائي متوازن.

يشعرك بالشبع سريعاً

إحدى الميزات البارزة للشوفان المطبوخ أنه يُعزز الشعور بالشبع لفترات طويلة بعد تناوله، ما يجعله خيارًا ممتازًا للتحكم في الوزن.

فمحتوى الشوفان العالي من الألياف والبروتين يبطئ من عملية الهضم، ما يؤدي إلى إطلاق الطاقة ببطء في الجسم ويساعد على كبح الشهية وتقليل الرغبة في تناول وجبات إضافية أو أطعمة عالية السعرات.

كما أن قوام الشوفان الدافئ والمطهو يساهم في تعزيز هذا الشعور بالشبع، خاصة عند تناوله في وجبة الإفطار. لهذا السبب، يدخل الشوفان ضمن الأنظمة الغذائية الخاصة بخسارة الوزن أو المحافظة على الوزن المثالي.

ينظّم مستويات السكر في الدم

يساعد الشوفان المطبوخ على تنظيم مستويات السكر في الدم، خصوصًا لدى الأشخاص المصابين بمقدمات السكري أو السكري من النوع الثاني.

السبب في ذلك يعود مرة أخرى إلى محتواه من ألياف بيتا غلوكان، والتي تُبطئ امتصاص الكربوهيدرات وتحول دون حدوث ارتفاعات مفاجئة في سكر الدم بعد الوجبات.

بالإضافة إلى ذلك، يُسهم الشوفان في تحسين استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وهو ما يُعتبر عنصراً مهماً في إدارة مرض السكري وتقليل مضاعفاته. ويُنصح بتناول الشوفان دون إضافة كميات كبيرة من السكر أو المحليات الصناعية للحفاظ على فوائده الصحية.

كيف يمكن تناول الشوفان المطبوخ؟

يمكن تحضير الشوفان المطبوخ بسهولة عبر غليه في الماء أو الحليب، ثم إضافة مكونات صحية مثل شرائح الموز أو التمر أو القرفة أو المكسرات النيئة.

كما يمكن استخدامه في وصفات متعددة، سواء حلوة أو مالحة، وهو ما يجعله طعامًا متعدد الاستخدامات يناسب مختلف الأذواق والأنظمة الغذائية.

المهم هو اختيار الشوفان الكامل غير المعالج والابتعاد عن الأنواع المحلاة الجاهزة التي تفقد جزءًا من قيمتها الغذائية بسبب الإضافات الصناعية.

إقرأ أيضاً: فوائد بذور الشيا للتنحيف: هل تساعد فعلاً في خسارة الوزن؟

ختامًا

الشوفان المطبوخ ليس مجرد وجبة لذيذة وسهلة التحضير، بل هو عنصر غذائي متكامل يدعم صحة القلب، ويساهم في إدارة الوزن، ويساعد على ضبط مستويات السكر في الدم.

وبفضل قيمته الغذائية العالية وفوائده المثبتة، يستحق أن يكون جزءًا ثابتًا من النظام الغذائي اليومي لكل من يسعى إلى نمط حياة صحي ومستقر.

المصدر: okaz

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.