الخرف: تحدٍ عالمي متزايد

الخرف هو حالة طبية تصيب أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، مع تسجيل ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة سنويًا. تتفاوت شدة الخرف من حالات خفيفة لا تعيق الشخص عن ممارسة الأنشطة اليومية، إلى حالات شديدة تتطلب رعاية دائمة ومساعدة شاملة.

الخرف ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو مصطلح شامل يشير إلى مجموعة من الأعراض التي تؤثر على قدرات التفكير، التذكر، والاستدلال. يحدث هذا التدهور في القدرات الإدراكية نتيجة أضرار تصيب الخلايا العصبية في الدماغ، وهو ما يؤثر سلبًا على الأداء اليومي للأشخاص المصابين.

غالبًا ما يرتبط الخرف بالشيخوخة، لكنه ليس جزءًا طبيعيًا منها. تظهر الأعراض تدريجيًا وببطء، مما يجعل من الصعب ملاحظتها في البداية. تشمل هذه الأعراض نسيان الأحداث، القلق المتزايد، وصعوبة اتخاذ القرارات.

يشكل الخرف عبئًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا على المصابين وأسرهم. ويزيد نقص الوعي والفهم العام لهذه الحالة من صعوبة التشخيص المبكر، مما يؤدي إلى تأخير الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

أثبتت الدراسات أن النشاط البدني يلعب دورًا محوريًا في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف. دراسة حديثة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي أشارت إلى أن الأشخاص ذوي مستويات اللياقة القلبية التنفسية (CRF) الأعلى يتمتعون بوظائف إدراكية أفضل، كما أنهم أقل عرضة للإصابة بالخرف.

بحسب الدراسة، فإن التمارين الرياضية المنتظمة يمكنها تأخير ظهور الخرف بحوالي 18 شهرًا، وذلك من خلال تحسين صحة الدماغ. كما أن اللياقة البدنية تسهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 35%، حتى بين الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي أعلى للإصابة به.

النشاط البدني الموصى به

التمارين الهوائية

تشمل المشي السريع، الركض، ركوب الدراجات، السباحة، والرقص. توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط الهوائي المعتدل.

تمارين القوة

تعمل هذه التمارين على تقوية العضلات، وتشمل الضغط باستخدام كرة مطاطية، استخدام شريط مقاومة، أو رفع الأوزان الخفيفة. يُنصح بممارسة تمارين القوة مرتين على الأقل أسبوعيًا.

تمارين المرونة والتوازن

تساعد هذه الأنشطة في تحسين التوازن وتقوية العضلات الداعمة للجسم، وتشمل التمدد، التاي تشي، اليوغا، والبيلاتس.

الخرف ليس قدرًا محتومًا، بل يمكن تقليل مخاطر الإصابة به من خلال تبني نمط حياة صحي ونشيط. النشاط البدني المستمر يُعد أحد أهم العوامل التي تحافظ على صحة الدماغ، وتؤخر ظهور الخرف، وتحد من آثاره السلبية على المصابين وأسرهم.

المصدر: ksa5

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.