لعبة جولف القرص هدفاً للرعاة

ظهرت رياضة "جولف القرص" – أو "ديسك جولف" – في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وكانت في البداية مجرد نشاط ترفيهي يمارسه الهواة في باحات المنازل، إلا أنها شهدت تطوراً ملحوظاً مع مرور الزمن حتى أصبحت تجذب الرياضيين المحترفين والرعاة الإعلاميين على حد سواء.

وفي الوقت الراهن، تتمتع هذه الرياضة بانتشار إعلامي واسع وهيكل مالي متنامٍ، حيث يحصل بعض لاعبيها على أجور تصل إلى الملايين، مما يثير تساؤلات حول مستقبلها كرياضة احترافية منافسة لكرة القدم أو الجولف التقليدي.

ما هي رياضة جولف القرص؟

تعتبر هذه الرياضة تطويرًا مباشرًا للجولف التقليدي؛ إذ تتطلب من اللاعب تصويب قرص دائري مُصمم خصيصاً نحو سلة معلقة على ارتفاع معين من سطح الأرض، ويتم احتساب النقاط بناءً على أقل عدد من الرميات اللازمة لإسقاط القرص في السلة.

نشأة اللعبة وتطورها

بدأت جولف القرص كهواية بسيطة في السبعينيات، حيث كانت تُمارس دون وجود قواعد صارمة، إذ كانت تتضمن مسابقات للرمي من مسافات طويلة وضربات دقيقة. ومع مرور الوقت، تم تأسيس رابطة احترافية للعبة عام 1976 عقب ابتكار السلة الحديثة التي أصبحت المعيار في اللعبة.

استقطاب الجمهور والانتشار

رغم أن اللعبة بدأت بين مجموعة محدودة من محبيها، إلا أن شعبيتها لم تصل إلى ذروتها إلا بعد عام 2020، عندما أدت جائحة "كوفيد-19" إلى تقييد الأنشطة الرياضية التقليدية، مما جعل جولف القرص واحدة من الرياضات القليلة التي يُمكن ممارستها في الهواء الطلق مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي. وقد استفاد مصنعو الأقراص من هذه الفترة حيث شهدت شركات مثل "إنوفا"، "دسكرافت" و"داينامك دسكي" ارتفاعاً ملحوظاً في المبيعات، كما زادت مشاهدات مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات على "يوتيوب" بشكل كبير، وتلقت الرابطة الاحترافية للعبة أكثر من 100 ألف طلب عضوية خلال عامين، فيما يُقدر عدد لاعبيها بالملايين حول العالم.

تطور النظام المالي للعبة

انتقلت جولف القرص من كونها مجرد لعبة للهواة إلى رياضة احترافية تعتمد على عقود التعاقدات بأجور مرتفعة، حيث يحصل اللاعبون على مبالغ مالية ضخمة عند الفوز في المباريات. على سبيل المثال، يتقاضى لاعب مثل "باول ماكبيث" حوالي 10 ملايين دولار من فريق "ديسكرافت". كما أبدت شركات كبرى مثل "أديداس" و"بوشنيل" اهتماماً متزايداً برعاية هذه الرياضة.

آفاق الرياضة على المستوى العالمي

أطلقت دوريات رسمية مثل "ديسك جولف برو تور" التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة عبر منصات مثل "يوتيوب" وشبكة "إي إس بي إن"، وقد بدأت اللعبة تنتشر خارج أمريكا الشمالية من خلال إقامة بطولات في أوروبا وآسيا. 

كل ذلك يقربها خطوة نحو أن تصبح رياضة ذات شعبية عالمية مماثلة لكرة القدم والجولف التقليدي.

دور المؤسسات الإعلامية

لعبت شركات إعلامية مثل "جيت كيبر ميديا" دوراً بارزاً في نشر رياضة جولف القرص، إذ قامت بتغطية المباريات بتقنيات تصوير احترافية، وقدمت تحليلات ومقابلات مع اللاعبين. وقد حققت هذه الشركة إيرادات وصلت إلى 7.3 مليون دولار في الربع الأول من عامها المالي 2025.

أجور اللاعبين

يتميز لاعبو جولف القرص بمتوسط أجور جيد، حيث يعتمد دخلهم الرئيسي على الفوز في المباريات، إلى جانب عقود الرعاية وحملات الترويج للأقراص. في موسم 2021، بلغ متوسط أجر اللاعب حوالي 116 ألف دولار سنوياً، ومن المتوقع زيادة هذه الأجور مع استمرار نمو اللعبة.

الخلاصة

شهدت رياضة جولف القرص نمواً سريعاً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أصبحت رياضة احترافية تضم نخبة من اللاعبين المحترفين وتحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، فضلاً عن الدعم المالي الكبير من الرعاة. كل هذه العوامل تجعلها مرشحة لأن تكون من الرياضات العالمية ذات الشعبية الكبيرة في المستقبل القريب.

المصدر: argaam

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.