انضم الآن

التمارين الرياضية لا تساعد على حرق الدهون

التمارين الرياضية لا تساعد على حرق الدهون

أحصل على تذكرة يوم مجاني الأن!

  • أبو ظبي
  • العين
  • الخبر
  • دبي
  • جدة
  • الرياض
  • الشارقة
الرجاء اختيار المدينة

لطالما اعتُبرت التمارين الرياضية عاملًا أساسيًا في فقدان الوزن، لكن في السنوات الأخيرة بدأت بعض الأبحاث والتقارير تشكك في مدى تأثيرها الحقيقي.

 

فهناك من يرى أن فكرة زيادة معدل الأيض وحرق السعرات الحرارية بعد التمارين مجرد خرافة، ما أثار جدلًا واسعًا حول فعالية النشاط البدني في إنقاص الوزن.

 

هل التمارين الرياضية تزيد من معدل حرق السعرات؟

يستند المشككون إلى فرضية طرحها عالم الأنثروبولوجيا التطورية هيرمان بونتزر عام 2012، والتي تفترض أن الجسم يمتلك حدًا ثابتًا لاستهلاك الطاقة يوميًا، بحيث يعوض أي زيادة في النشاط البدني عن طريق تقليل الطاقة المستخدمة في العمليات الحيوية الأخرى، مثل الأيض أثناء الراحة.

 

في كتابه "الحرق" الصادر عام 2021، ادّعى بونتزر أن الإنسان يحرق يوميًا عددًا ثابتًا من السعرات الحرارية يبلغ نحو 3000 سعرة، بغض النظر عن مستوى نشاطه البدني. ووفقًا لهذه النظرية، فإن التمارين الرياضية لا تؤثر بشكل ملحوظ على إجمالي الطاقة المحروقة يوميًا.

 

ماذا تقول الأبحاث العلمية؟

رغم انتشار هذه الفرضية، فإن الأدلة العلمية الأحدث تشير إلى أن التمارين الرياضية بالفعل تزيد من استهلاك الطاقة، وإن كان ذلك بمعدلات متفاوتة.

 

قام بونتزر بدعم فرضيته من خلال دراسات مراقبة قارنت بين معدلات استهلاك الطاقة لدى مجموعات مختلفة، أبرزها قبيلة هادزا الإفريقية، التي تعتمد في معيشتها على الصيد وجمع الثمار، وهو ما يتطلب نشاطًا بدنيًا عاليًا. كانت المفاجأة أن أفراد القبيلة لم يحرقوا سعرات حرارية أكثر من نظرائهم الغربيين، مما عزز فكرة أن الجسم يعوض أي زيادة في الجهد البدني بتخفيض استهلاك الطاقة في وظائف أخرى.

 

نقد فرضية بونتزر

في مراجعة علمية حديثة نُشرت عام 2023، تبيّن أن فرضية بونتزر تعاني من بعض الثغرات. على سبيل المثال، أظهرت البيانات أن معدل استهلاك الطاقة اليومي يمكن أن يختلف بأكثر من 1000 سعرة حرارية بين الأفراد، وهو ما يتناقض مع فكرة أن استهلاك الطاقة ثابت عند 3000 سعرة يوميًا.

 

إضافة إلى ذلك، عندما تم اختبار تأثير التمارين الرياضية من خلال تجارب عشوائية مضبوطة، والتي تعد أكثر دقة من الدراسات المراقبة، ظهر أن النشاط البدني يؤدي إلى زيادة واضحة في استهلاك الطاقة.

 

التجارب العلمية تثبت دور التمارين في زيادة استهلاك الطاقة

أظهرت دراسات خضع فيها المشاركون لبرامج رياضية منظمة تمتد بين 6 إلى 10 أشهر، بمعدل 5 حصص أسبوعيًا، أن التمارين أدت إلى زيادة ملحوظة في استهلاك السعرات الحرارية، سواء لدى الرجال أو النساء، ومن مختلف الفئات العمرية.

 

هذا يؤكد أن ممارسة الرياضة تساهم فعلًا في زيادة استهلاك الطاقة، على عكس ما تروج له فرضية "السعرات الحرارية الثابتة".

 

لماذا لا يؤدي التمرين دائمًا إلى حرق السعرات كما نتوقع؟

رغم ثبوت تأثير التمارين الرياضية على زيادة استهلاك الطاقة، إلا أن النتائج قد تكون أقل من المتوقع لعدة أسباب، منها:

 

تعويض النشاط البدني: قد يؤدي إدخال التمارين إلى الجدول اليومي إلى تقليل النشاط البدني غير المخطط له، مما يقلل من الفارق في السعرات الحرارية المحروقة.


التعويض السلوكي: بعد ممارسة التمارين، قد يقوم الشخص بالراحة أو تقليل حركته لبقية اليوم، مما يقلل من الفائدة الفعلية للتمرين.


التوقعات غير الواقعية: غالبًا ما يبالغ الناس في تقدير عدد السعرات التي يحرقونها أثناء التمارين، ما يؤدي إلى عدم تحقيق فقدان الوزن المطلوب.


الخلاصة

التمارين الرياضية ليست مجرد وسيلة لحرق السعرات الحرارية، بل تلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة العامة، وزيادة اللياقة البدنية، وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.

 

في حين أن تأثيرها على فقدان الوزن قد يختلف من شخص لآخر، إلا أن الأبحاث تثبت أنها تزيد من استهلاك الطاقة، وإن كان بمعدلات أقل من التوقعات التقليدية.

 

لذلك، فإن المفتاح لتحقيق فقدان الوزن هو دمج التمارين مع نظام غذائي متوازن، وتبني نمط حياة نشط لضمان تحقيق نتائج مستدامة.


المصدر: aawsat

 

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.