بداية اللياقة في الشهر الأول من السنة

مع بداية شهر يناير من كل عام، يتجه العديد من الأشخاص نحو اتخاذ قرارات لتحسين نمط حياتهم، تتضمن غالبًا تحسين اللياقة البدنية، فقدان الوزن، وتبني عادات غذائية صحية. تُعتبر هذه الفترة نقطة انطلاق محفزة للكثيرين، لكنها ليست دائماً الأكثر فاعلية لتحقيق الأهداف المنشودة.

يرى الناس في بداية العام الجديد فرصة مثالية لبداية جديدة، حيث تُعد قرارات العام الجديد تقليدًا شائعًا مرتبطًا بالتحسين الذاتي. أظهرت أبحاث أستاذ علم النفس الدكتور جون نوركروس، الذي درس قرارات العام الجديد لأكثر من 40 عامًا، أن أكثر من ثلث المشاركين يركزون على تحسين صحتهم البدنية، بينما يسعى 20% منهم لفقدان الوزن، و13% لتغيير عاداتهم الغذائية.

ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الالتزام بهذه القرارات يتراجع بسرعة، حيث يتخلى ثلث الأفراد عن أهدافهم بعد شهر، بينما يفشل معظمهم في الحفاظ عليها بعد ستة أشهر.

يُرجع خبير الصحة والتغذية الدكتور دوين ميلور أسباب تأجيل البدء في ممارسة الرياضة إلى أواخر العام إلى محاولات التعافي من الإفراط في تناول الطعام والكحول خلال فترة الأعياد. يقول ميلور إن الشتاء، رغم برودته وقصر أيامه، قد يكون الوقت الأمثل للبدء، حيث يمكن للعادات الصحية التي تُكتسب في هذا الوقت أن تستمر لفترة أطول.

يرى الدكتور ميلور أن بداية التمارين في ديسمبر أو أواخر الخريف يمكن أن تكون استراتيجية فعّالة. البيئة الشتوية التي تميل إلى التباطؤ تدفع البعض للابتعاد عن النشاط البدني، مما يجعل اتخاذ خطوة عكسية للعمل ضد هذا الميل إيجابيًا للغاية. ينصح بإنشاء روتين صحي في هذه الفترة مع التركيز على الحفاظ على نمط غذائي متوازن.

تشهد الصالات الرياضية ذروة الازدحام في يناير مقارنة بديسمبر. وفقًا لشركة "بيور جيم"، ارتفع عدد روادها في يناير 2023 بنسبة 40% مقارنة بالشهرين السابقين. كما سجلت فعاليات الجري الخارجية مثل "باركون" زيادة كبيرة في الاشتراكات، حيث تضاعف عدد المشاركين تقريبًا في يناير مقارنة بديسمبر.

تقول مورغان برازيير، مدربة اللياقة البدنية، إن وضع أهداف كبيرة في بداية العام قد يُسبب ضغطًا نفسيًا إضافيًا. الفشل في تحقيق هذه الأهداف قد يؤدي إلى الإحباط والشعور بأن العام بدأ بشكل سيئ.

توصي برازيير بالبدء في فترة أقل ازدحامًا، مثل ديسمبر، لاكتساب الثقة والراحة قبل مواجهة الصالات الرياضية المكتظة.

نصائح لتحسين تجربة التمارين

التدريب التمهيدي: عند الانضمام إلى صالة رياضية جديدة، استغل التدريب التعريفي لفهم كيفية استخدام الأجهزة.

التخطيط المسبق: ابحث عن خطط تمارين جاهزة عبر الإنترنت لتوفير الوقت وتنظيم روتينك.

اصطحاب صديق: التمارين مع شريك تزيد من الثقة وتخلق حافزًا إضافيًا.

التحدث مع المدرب: جرب حضور حصة تدريبية، واحرص على التواصل مع المدرب للحصول على إرشادات شخصية.

بينما يُنظر إلى يناير كنقطة انطلاق مثالية لتبني أسلوب حياة صحي، فإن البدء في وقت مبكر مثل ديسمبر قد يكون خيارًا أكثر فاعلية. يساعد هذا التوقيت على تخفيف الضغط النفسي وزيادة فرصة الالتزام طويل الأمد، مما يضعك في موقع أفضل لتحقيق أهدافك الصحية واللياقية.

المصدر: bbc

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.