أعراض نقص الحديد عند الأطفال: دليل شامل للأهل

أعراض نقص الحديد عند الأطفال قد تكون خفية في البداية، لكنها تشير إلى مشكلة صحية لا يجب تجاهلها.

من التعب السريع إلى ضعف الشهية وشحوب الوجه، يمكن لهذه العلامات أن تنبّه الأهل إلى وجود خلل في تغذية الطفل أو امتصاص جسمه للحديد. في هذا المقال، نستعرض أبرز الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج المبكرة.

هل نقص الحديد عند الأطفال خطير؟

نعم، نقص الحديد عند الأطفال يُعد مشكلة صحية خطيرة لا يجب تجاهلها. فالحديد معدن أساسي يحتاجه الجسم لنمو الطفل بشكل سليم، ولإنتاج الهيموغلوبين الذي ينقل الأوكسجين في الدم.

عند انخفاض مستوى الحديد، تقل نسبة الهيموغلوبين، وبالتالي لا تحصل أعضاء الجسم على ما يكفي من الأوكسجين، ما يؤدي إلى التعب، شحوب الوجه، ضعف التركيز، واضطرابات في التعلم والسلوك.

وإذا لم يُعالج النقص في الوقت المناسب، فقد يتطور إلى فقر دم حاد (أنيميا)، يُؤثّر سلباً على النمو الجسدي والعقلي، ويُضعف المناعة، ويزيد خطر التعرض للعدوى.

لذلك، من المهم الانتباه إلى أي علامات مبكرة، واستشارة الطبيب لإجراء التحاليل وبدء العلاج عند الحاجة.

أعراض نقص الحديد عند الأطفال

عندما يفتقر الجسم إلى الحديد، تقل كمية الأوكسجين التي تصل إلى الخلايا، ويبدأ الطفل في إظهار مجموعة من الأعراض، منها:

• تعب مستمر وقلة نشاط رغم النوم الجيد.

• ضعف في الشهية أو رفض بعض الأطعمة.

• سلوكيات غير معتادة، مثل محاولة أكل أشياء غير غذائية كالتربة أو الثلج.

• عصبية زائدة أو تقلبات في المزاج.

• شحوب واضح في الوجه أو تحت الجفون.

• أظافر هشة وسريعة الكسر.

• برودة مزمنة في اليدين والقدمين.

• تشققات مؤلمة في زوايا الفم.

• احمرار أو تورم في اللسان.

• صداع متكرر أو إحساس بالدوخة.

• تسارع في التنفس أو شعور بضيق أثناء اللعب.

• خفقان أو سرعة غير مبررة في ضربات القلب.

غالباً ما تتشابه أعراض نقص الحديد عند الأطفال مع الأعراض العامة التي تظهر في مختلف الفئات العمرية، مثل التعب المستمر، شحوب الوجه، ضعف التركيز، وتسارع ضربات القلب. لكن لدى الأطفال، قد تترافق هذه العلامات مع تغيّرات سلوكية واضحة مثل العصبية أو فقدان الشهية، مما يتطلب انتباهاً خاصاً من الأهل.

لمعرفة الأعراض العامة بالتفصيل، يمكنك مراجعة المقال التالي: أعراض نقص الحديد: 9 علامات تحذيرية لا تتجاهلها.

أسباب نقص الحديد عند الأطفال

يُعد نقص الحديد من المشكلات الشائعة بين الأطفال، ويحدث غالباً بسبب عدة عوامل رئيسية، بحسب ما يشير إليه الأطباء:

1. سوء التغذية

 يحتاج الأطفال إلى كميات أكبر من الحديد مقارنة بالبالغين، لأن أجسامهم في مرحلة نمو سريع. لكن كثيرًا ما تكون وجباتهم غير متوازنة، أو تعتمد بشكل مفرط على الحليب، مما قد يعيق امتصاص الحديد ويسبب نقصه تدريجياً.

2. فترات النمو السريع

 ينمو الأطفال أحياناً بوتيرة مفاجئة وسريعة، مما يرفع احتياجهم للحديد بشكل مؤقت. وإذا لم يُدعّم نظامهم الغذائي بذلك، قد تظهر أعراض النقص بسهولة.

فقدان الدم

سواء كان واضحاً كما في حالات النزيف الظاهر، أو خفيًا كما يحدث في بعض الحالات مثل التهابات الأمعاء، القرحة، أو العدوى الطفيلية، فإن فقدان الدم المستمر وإن كان طفيفاً، يمكن أن يؤدي تدريجياً إلى استنزاف مخزون الحديد في الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بنقص الحديد وفقر الدم.

ضعف امتصاص الحديد

 بعض الحالات الصحية مثل داء السيلياك أو مرض كرون تؤثر على قدرة الجسم في امتصاص الحديد من الطعام، حتى لو كانت الكمية المتناولة كافية، مما يسبب نقصاً غير ظاهر في البداية.

تختلف أسباب نقص الحديد عند الأطفال تبعاً للمرحلة العمرية، والنظام الغذائي، والحالة الصحية العامة. فبينما يعاني بعض الأطفال من نقص بسبب سوء التغذية أو الاعتماد المفرط على الحليب، قد يكون السبب لدى آخرين مشكلات في الامتصاص أو فقدان دم غير ظاهر.

ولأن هذه العوامل قد تتقاطع أو تختلف بين الأطفال والبالغين، يمكنك الاطّلاع على تحليل شامل لأسباب نقص الحديد عند مختلف الفئات، بما في ذلك النساء، الرجال، والأطفال، عبر هذا المقال المفصّل: أسباب نقص الحديد عند النساء والرجال والأطفال.

كم يحتاج الطفل من الحديد يومياً؟

تختلف حاجة الطفل اليومية من الحديد حسب عمره، وأيضاً بحسب نوع النظام الغذائي الذي يتبعه، سواء كان يتناول اللحوم أو يتبع نظاماً نباتياً.
فالحديد الموجود في اللحوم يُمتص بسهولة أكبر من الحديد الموجود في المصادر النباتية، لذلك يحتاج الأطفال النباتيون إلى كميات أعلى لتعويض ضعف الامتصاص.

فيما يلي الكمية الموصى بها من الحديد يومياً بحسب العمر والنظام الغذائي:

معلومة مهمة: إذا كان طفلك لا يتناول اللحوم، يُفضّل تعزيز وجباته بأطعمة غنية بفيتامين C مثل البرتقال أو الفراولة، لأنها تُساعد الجسم على امتصاص الحديد النباتي بشكل أفضل.

كيف يتم تشخيص نقص الحديد عند الأطفال؟

عندما تبدأ أعراض نقص الحديد عند الأطفال بالظهور، مثل التعب المزمن، شحوب البشرة، أو ضعف الشهية، من المهم التوجه إلى الطبيب لتحديد السبب بدقة.

يبدأ الطبيب بجمع معلومات مفصّلة عن تغذية الطفل، مثل أنواع الأطعمة التي يتناولها وكمية الحديد في نظامه الغذائي اليومي. بعد ذلك، يقوم بفحص سريري لملاحظة العلامات الظاهرة مثل شحوب الوجه أو قلة النشاط العام.

إذا استمرت الشكوك، يطلب الطبيب إجراء مجموعة من تحاليل الدم التي تساعد على تشخيص نقص الحديد بدقة، ومنها:

• تحليل CBC (تعداد الدم الكامل): لقياس نسبة الهيموغلوبين وعدد خلايا الدم الحمراء.

• تحليل الفيريتين: لمعرفة كمية الحديد المخزن في الجسم.

• تحاليل إضافية: قد تُطلب لتحديد السبب وراء النقص، مثل اختبارات لاضطرابات الامتصاص أو النزيف المزمن.

كلما تم تشخيص نقص الحديد مبكرًا، كان من الأسهل علاجه وتفادي تطوّره إلى فقر دم حاد يؤثر على نمو الطفل وصحته العامة.

علاج نقص الحديد عند الأطفال

يعتمد علاج نقص الحديد عند الأطفال على مدى شدة الحالة. في الحالات البسيطة، غالباً ما يكون تناول مكملات الحديد المتوفرة دون وصفة طبية كافياً. أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، فقد يصف الطبيب مكملات أقوى تحتاج لوصفة طبية.

عادةً ما يستغرق العلاج من 3 إلى 6 أسابيع لاستعادة مخزون الحديد، ولكن في بعض الحالات قد تمتد فترة العلاج إلى ثلاثة أشهر. خلال هذه الفترة، يُنصح بإعطاء الطفل أطعمة غنية بالحديد، مثل الكبدة، العدس، السبانخ، والدبس، مع التركيز على تناول فيتامين C لتحسين امتصاص الحديد.

في حال كان النقص ناتجاً عن مشكلة صحية مثل اضطرابات الامتصاص أو النزيف المزمن، فقد يحتاج الطفل إلى علاج خاص أو تدخل من طبيب مختص. وفي حالات نادرة قد يتطلب العلاج نقل دم أو حقن حديد عبر الوريد.

لذلك، من الأفضل دائمًا استشارة طبيب الأطفال، وقد يكون من المفيد أيضاً التعاون مع أخصائي تغذية لوضع خطة غذائية مناسبة.

أفضل وقت لتناول الحديد للأطفال

يُفضّل إعطاء مكملات الحديد للأطفال في الصباح على معدة فارغة، لأن الجسم يمتص الحديد بشكل أفضل عندما لا يكون هناك طعام في المعدة. لكن إذا تسبب الدواء في اضطرابات هضمية أو غثيان، يمكن تناوله بعد الأكل بساعة.

كما يُنصح بتجنب تناول الحديد مع الحليب أو منتجات الألبان، لأنها تعيق امتصاصه، بينما يساعد تناول عصير البرتقال أو فيتامين C على تحسين فعالية الامتصاص بشكل كبير.

علاج نقص الحديد عند الأطفال بالأعشاب

رغم أن مكملات الحديد تبقى الخيار الطبي الأساسي، إلا أن بعض الأعشاب والمصادر الطبيعية قد تساعد في دعم مستويات الحديد عند الأطفال بطريقة آمنة، خاصة في المراحل البسيطة أو الوقائية.

من الأعشاب والمكونات المفيدة:

• دبس التمر ودبس العنب: غنيان بالحديد والمعادن، ويمكن إضافتهما إلى وجبة الإفطار أو الحليب.

• الزعتر والبقدونس: يحتويان على نسب جيدة من الحديد النباتي، ويفضّل تناولهما طازجين.

• اليانسون والكراوية: يساعدان في تهدئة المعدة وتحسين الامتصاص الغذائي.

• الشمندر (البنجر): من أكثر النباتات الغنية بالحديد ويُفضل تقديمه على شكل عصير ممزوج بالجزر أو البرتقال.

لكن يجدر التنبيه إلى أن الاعتماد على الأعشاب فقط لا يكفي لعلاج نقص الحديد الحاد، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكمل طبيعي، خاصة للأطفال.

خلاصة المقال

أعراض نقص الحديد عند الأطفال قد تبدو بسيطة في بدايتها، لكنها في الحقيقة قد تؤثر بشكل مباشر على نمو الطفل، تركيزه، مناعته، وحتى سلوكه وتحصيله الدراسي. لذلك، من الضروري الانتباه لأي علامة غير معتادة، واتخاذ الخطوة الصحيحة عبر الفحص والمتابعة الطبية المبكرة.

ولا يقتصر خطر نقص الحديد على الأطفال فقط، بل يُعد شائعاً أيضاً لدى البالغين، وخاصة الرجال، وقد يؤدي إلى أعراض مزعجة تؤثر على جودة حياتهم. لمعرفة المزيد، راجع: أعراض نقص الحديد عند الرجال وطرق العلاج السريعة.