أسباب اضطرابات النوم: لماذا لا نستطيع النوم رغم النعاس؟

أحصل على تذكرة يوم مجاني الأن!
قد تكون تجربة الاستلقاء في السرير ليلاً دون القدرة على النوم، وأحياناً لأكثر من نصف ساعة، من أكثر التجارب المحبطة التي يواجهها الإنسان. فرغم الإرهاق والنعاس، يبقى الشخص مستيقظاً، يتقلب من جهة لأخرى، مترقباً قدوم النوم الذي لا يأتي.
كذلك، يُعد الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، أو الاستيقاظ المبكر قبل موعد المنبه، من أبرز أعراض الأرق واضطرابات النوم التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الراحة الليلية. هذه المشكلات لا تتوقف عند حدود النوم فقط، بل تمتد لتؤثر على المزاج، التركيز، والطاقة خلال النهار.
في هذا المقال، نستعرض معاً أسباب اضطرابات النوم الأكثر شيوعاً، ونوضح ما سبب عدم القدرة على النوم رغم النعاس، مع تقديم نصائح فعالة لتحسين نومك.
ما هو سبب عدم القدرة على النوم رغم النعاس؟
يعاني كثير من الأشخاص من مشكلة غريبة ومحبطة، وهي الشعور بالنعاس والتعب الشديد دون القدرة على النوم الفعلي. ما سبب عدم القدرة على النوم رغم النعاس؟ تشير الدراسات إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى فرط نشاط الدماغ، خاصة عند التفكير المفرط أو القلق قبل النوم، مما يمنع الجسم من الدخول في حالة استرخاء تامة. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية والتلفاز على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، مما يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للجسم. كما يلعب التوتر النفسي دوراً كبيراً، حيث يحفّز إفراز هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التنبيه واليقظة، وبالتالي يُثبّط عملية النوم حتى لو كان الشخص منهكاً جسدياً. لذلك، فإن علاج هذه المشكلة يتطلب تنظيم نمط الحياة، والابتعاد عن الشاشات قبل النوم، وتعلّم تقنيات تهدئة العقل مثل التأمل والتنفس العميق.
أسباب اضطرابات النوم
اضطرابات النوم قد تنشأ نتيجة أسباب متعددة تختلف من شخص لآخر، وتشمل عوامل نفسية، جسدية، وسلوكية. إليك أهم الأسباب الشائعة لاضطرابات النوم:
الأسباب النفسية:
القلق والتوتر: التفكير الزائد أو القلق بشأن المستقبل قد يمنع الشخص من الاسترخاء والنوم.
الاكتئاب: يُمكن أن يسبب الأرق أو النوم المفرط.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يؤدي إلى كوابيس وأرق مستمر.
الأسباب الجسدية والطبية:
الألم المزمن: مثل آلام الظهر أو المفاصل أو الصداع.
اضطرابات الغدة الدرقية: فرط نشاطها يؤدي إلى الأرق.
أمراض القلب أو الجهاز التنفسي: مثل توقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea).
مشاكل الجهاز الهضمي: مثل الارتجاع المريئي.
الأسباب السلوكية ونمط الحياة:
الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، حيث أن الضوء الأزرق يؤثر على إفراز الميلاتونين.
العمل بنظام المناوبات الليلية يسبب خلل في دورة النوم الطبيعية.
تناول الكافيين أو النيكوتين في وقت متأخر.
عدم انتظام أوقات النوم والاستيقاظ
أسباب بيئية:
الضوضاء أو الإضاءة المفرطة خاصة في المدن الكبيرة.
درجة الحرارة غير المناسبة في غرفة النوم.
السرير أو الوسادة غير المريحة.
أسباب متعلقة بالعادات الغذائية:
تناول وجبات دسمة قبل النوم.
الجوع الشديد قبل النوم.
أسباب قلة النوم عند النساء
تُعد أسباب قلة النوم عند النساء متعددة ومعقدة، إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن النساء يعانين من الأرق واضطرابات النوم بنسبة أعلى من الرجال. يعود ذلك إلى مجموعة من العوامل الهرمونية، النفسية، والاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة النوم واستقراره.
1. التغيرات الهرمونية:
تلعب الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجسترون دوراً كبيراً في تنظيم النوم، ولكن تقلباتها خلال الدورة الشهرية، الحمل، أو سن اليأس تؤدي إلى اضطراب في إيقاع النوم الطبيعي. على سبيل المثال:
أثناء الدورة الشهرية، تعاني الكثير من النساء من الأرق أو النوم المتقطع بسبب آلام البطن، التقلبات المزاجية، أو الصداع.
خلال فترة الحمل، خصوصاً في الثلث الثالث، تشكو الحوامل من قلة النوم نتيجة تغير وضع الجسم، التبول الليلي المتكرر، وحركة الجنين.
بعد انقطاع الطمث، قد تؤدي الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي إلى الاستيقاظ المتكرر وصعوبة في العودة للنوم.
2. الاكتئاب والقلق عند النساء:
تُظهر الإحصاءات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بـ الاكتئاب واضطرابات القلق، وهما من أهم الأسباب المرتبطة بالأرق. القلق الليلي، التفكير الزائد، والحساسية العاطفية يمكن أن تُبقي الدماغ في حالة يقظة رغم الإرهاق الجسدي، مما يؤدي إلى تأخر النوم أو تقطّعه.
3. متلازمة تململ الساقين (RLS):
تصيب هذه المتلازمة النساء بنسبة أعلى، خاصة أثناء الحمل أو بسبب نقص الحديد، وتُسبب شعورًا مزعجًا بالحاجة إلى تحريك الساقين ليلًا، مما يؤدي إلى صعوبة الاستغراق في النوم.
بحسب دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، فإن النساء يحتجن إلى نوم أطول من الرجال (بمعدل 20 دقيقة إضافية)، لكنهن أكثر عرضة للاستيقاظ الليلي المتكرر، خاصة في المراحل الهرمونية النشطة من حياتهن.
أسباب قلة النوم عند الرجال
تُعد قلة النوم عند الرجال من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على الطاقة، التركيز، والصحة الجسدية والنفسية. في الواقع، تختلف أسباب قلة النوم عند الرجل عن المرأة من حيث العوامل البيولوجية والسلوكية والنفسية. إليك أهم الأسباب:
1. انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم:
يُعتبر من أكثر اضطرابات النوم شيوعاً عند الرجال، خصوصاً بعد عمر الأربعين أو لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو تضخم الرقبة.
في هذه الحالة، يتوقف التنفس فجأة خلال النوم لثوانٍ أو حتى دقائق، مما يُجبر الجسم على الاستيقاظ المتكرر (أحيانًا دون أن يشعر الشخص بذلك)، وبالتالي يشعر بالإرهاق في الصباح.
نُشرت دراسة في Journal of Clinical Sleep Medicine تشير إلى أن الرجال أكثر عرضة بمرتين من النساء للإصابة بانقطاع النفس الليلي.
2. الضغوط النفسية المرتبطة بالعمل:
الرجل في كثير من الثقافات يُحمّل نفسه مسؤوليات مالية واجتماعية كبيرة، مما يجعله عرضة للتوتر والقلق المزمن. التفكير في الالتزامات، المستقبل، أو القرارات الحاسمة يؤدي إلى فرط نشاط الدماغ في الليل، وهو ما يعرقل الدخول في النوم.
هذه الحالة يُطلق عليها اسم "الأرق المرتبط بالتفكير الزائد"، وتُعد أحد أكثر أسباب الأرق شيوعاً عند الرجال العاملين أو رجال الأعمال.
3. استهلاك المنبهات والكحول:
كثير من الرجال يلجؤون إلى الكافيين (القهوة، مشروبات الطاقة) خلال اليوم لتقليل التعب وزيادة التركيز، لكن استهلاك هذه المواد في فترات ما بعد الظهر أو المساء يؤدي إلى تأخير النوم أو تقطيعه.
وبالنسبة للكحول، فإن بعض الرجال يعتقدون أنها تساعدهم على الاسترخاء، لكنها في الواقع تُضعف جودة النوم وتؤدي إلى الاستيقاظ الليلي المتكرر وانخفاض مرحلة النوم العميق (Deep Sleep).
4. التقدم في العمر وتغيّر الهرمونات:
مع التقدم في العمر، خاصة بعد الأربعين، تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون بالانخفاض تدريجياً. هذا التغير الهرموني يؤثر على جودة النوم ويؤدي إلى الاستيقاظ الليلي، تقطع النوم، وصعوبة العودة للنوم مجدداً.
هناك علاقة مثبتة بين انخفاض التستوستيرون وزيادة حالات الأرق وقلة النوم لدى الرجال في منتصف العمر.
عوامل مشتركة بين الجنسين تؤدي إلى اضطرابات النوم
الأمراض المزمنة: مثل السكري، الربو، وارتفاع ضغط الدم.
الضغوط النفسية اليومية: سواء كانت أسرية، اجتماعية أو مادية.
نمط الحياة غير الصحي: مثل السهر، أو تناول الطعام الثقيل قبل النوم.
البيئة غير المناسبة: مثل الضوضاء، الحرارة، أو الإضاءة الزائدة في غرفة النوم.
نصائح فعّالة لتحسين النوم
اتباع روتين ثابت للنوم والاستيقاظ.
تجنب الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
ممارسة التأمل أو تمارين التنفس العميق.
تقليل الكافيين والسكريات في المساء.
تهيئة غرفة النوم لتكون هادئة، مظلمة، ومريحة.
اكتشف كيف تعدل نومك بسهولة.
أسئلة شائعة حول أسباب اضطرابات النوم
كيف يمكن التخلص من اضطرابات النوم بشكل طبيعي؟
يمكن التخلص من اضطرابات النوم عبر تحسين نمط الحياة، مثل الالتزام بجدول نوم ثابت، تجنّب الشاشات قبل النوم، ممارسة التأمل أو الرياضة الخفيفة، وتقليل المنبهات مثل الكافيين.
ما هو الفيتامين الذي يؤدي نقصه إلى صعوبة في النوم؟
نقص فيتامين D وفيتامين B12 و المغنيسيوم يرتبط بصعوبة النوم والأرق، حيث تلعب هذه العناصر دورًا في تنظيم هرمونات النوم وتهدئة الجهاز العصبي.
كيف أعرف إذا كنت أعاني من اضطراب في النوم؟
إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم، أو تستيقظ كثيرًا في الليل، أو تشعر بالتعب عند الاستيقاظ رغم نومك لساعات كافية، فقد تكون لديك اضطرابات في النوم ويُنصح بمراجعة طبيب مختص.
ماذا أفعل إذا لم أستطع النوم ليلاً؟
إذا لم تستطع النوم، غادر سريرك بهدوء وقم بقراءة كتاب أو مارس تمارين تنفس عميق في ضوء خافت، وابتعد تمامًا عن الهاتف أو التلفاز حتى تشعر بالنعاس مجدداً.
ما هو أفضل فيتامين يساعد على النوم العميق؟
الميلاتونين يُعتبر أهم فيتامين (هرمون طبيعي) يساعد على النوم، كما يُساهم المغنيسيوم وفيتامين B6 في تهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم.
ما هي الأسباب الشائعة للنوم المتقطع في الليل؟
النوم المتقطع قد يكون بسبب التوتر، الكوابيس، اضطرابات التنفس أثناء النوم، أو حتى الإفراط في الكافيين. كما تلعب الهرمونات والبيئة المحيطة دورًا في تقطّع النوم.
هل قلة النوم قد تكون من أعراض الحسد؟
من الناحية الطبية، قلة النوم تُعزى غالباً لأسباب نفسية أو فسيولوجية. ومع ذلك، يربط البعض بين الأرق والحسد من منظور ديني أو ثقافي، لكن لا يوجد دليل علمي يثبت ذلك.
لماذا لا أستطيع النوم رغم شعوري بالتعب الشديد؟
عدم القدرة على النوم رغم التعب غالبًا ما يكون نتيجة لفرط التفكير، التوتر، أو خلل في الساعة البيولوجية. كما أن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم قد يمنع إفراز الميلاتونين.
ما هي أعراض النفضة النومية عند بداية النوم؟
النفضة النومية هي تشنج لا إرادي يحدث عند الانتقال من الاستيقاظ إلى النوم، يشعر فيها الشخص وكأنه يسقط. وهي ظاهرة طبيعية تحدث عند معظم الناس ولا تستدعي القلق إلا إذا كانت مفرطة.