ما هي اضطرابات النوم: الأسباب والعلاج

أحصل على تذكرة يوم مجاني الأن!
اضطرابات النوم هي مشكلات تؤثر على قدرة الشخص على النوم بشكل جيد ومنتظم. تشمل اضطرابات النوم الشائعة الأرق و متلازمة تململ الساقين والتغفيق وانقطاع التنفس أثناء النوم. يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم على صحتك العقلية والجسدية. لحسن الحظ، توجد علاجات فعّالة تساعد على تحسين النوم واستعادة النشاط. تابع معنا هذا المقال لمعرفة المزيد من التفاصيل حول اضطرابات النوم.
ما هي اضطرابات النوم؟
اضطرابات النوم هي حالات تؤثر على نومك من حيث الجودة، والتوقيت، والمدة، مما يمنعك من الحصول على الراحة الكافية التي يحتاجها جسمك وعقلك. قد تكون مصاباً باضطراب في النوم إذا كنت تعاني بانتظام من صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، وتشعر بالنعاس خلال النهار رغم نومك لساعات كافية، أو تجد صعوبة في أداء أنشطتك اليومية بسبب التعب.
متى نقول أن الشخص مصاب باضطراب في النوم؟
إذا كان يواجه مشاكل في النوم بشكل مستمر، وليس مرة أو مرتين فقط.
إذا شعر في النهار بالتعب أو النعاس الشديد رغم أنه نام لسبع ساعات أو أكثر في الليلة السابقة.
إذا بدأت أنشطته اليومية تتأثر، مثل العمل، أو الدراسة، أو القيادة بسبب قلة النوم أو كثرة النعاس.
ما هي أنواع اضطرابات النوم؟
تُعد اضطرابات النوم من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على جودة الحياة الجسدية والنفسية. ومع تطور البحث العلمي في مجال النوم، قام التصنيف الدولي لاضطرابات النوم (ICSD-3R) بتحديد فئات واضحة لهذه الاضطرابات، تعتمد على طبيعة الأعراض، وآلية تأثير الاضطراب على الجسم، والنظام الفسيولوجي المتأثر.
فيما يلي الفئات الرئيسية لاضطرابات النوم وفقاً لأحدث تصنيف طبي:
1. اضطرابات الأرق (Insomnia Disorders)
تشمل هذه الفئة صعوبة البدء في النوم أو الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ في وقت مبكر وعدم القدرة على العودة للنوم. الأرق المزمن قد يؤثر بشكل كبير على التركيز، والمزاج، والطاقة خلال النهار.
2. اضطرابات التنفس المرتبطة بالنوم (Sleep-Related Breathing Disorders)
تشير إلى اضطرابات في التنفس أثناء النوم، مثل:
انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive Sleep Apnea): يحدث عندما ينسد مجرى الهواء بشكل متكرر أثناء النوم.
انقطاع النفس النومي المركزي (Central Sleep Apnea): الذي يشير إلى وجود مشكلة صحية في الاتصال ما بين الدماغ والعضلات المسؤولة عن التحكم بعملية التنفس.
هذه الحالات قد تؤدي إلى الشخير، الاستيقاظ المتكرر، والتعب المستمر.
3. اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية (Circadian rhythm disorders)
تحدث هذه الاضطرابات عندما لا يتزامن توقيت النوم والاستيقاظ مع التوقيت البيولوجي للجسم أو مع التزامات الحياة اليومية. من الأمثلة:
اضطراب النوم المتأخر (Delayed Sleep Phase).
اضطراب العمل بنظام المناوبات.
4. اضطرابات فرط النعاس المركزي (Central Disorders of Hyper Somnolence)
تتصف هذه الفئة بالنعاس المفرط خلال النهار، رغم الحصول على نوم كافٍ في الليل. من أشهر الأمثلة:
داء التغفيق (Narcolepsy): نوبات نوم مفاجئة في أوقات غير مناسبة.
فرط النوم مجهول السبب.
5. اضطرابات الحركة المرتبطة بالنوم (Sleep-Related Movement Disorders)
هي اضطرابات تتسبب في حركات غير إرادية أو مزعجة أثناء النوم، مثل:
متلازمة تململ الساقين (Restless Legs Syndrome): رغبة قوية في تحريك الساقين أثناء الراحة.
حركات الأطراف الدورية: تشنجات متكررة في الساقين تؤثر على استمرارية النوم.
6. اضطرابات السلوك أثناء النوم (Parasomnias)
تشمل هذه الفئة سلوكيات غير طبيعية تحدث أثناء النوم أو في المراحل الانتقالية بين النوم واليقظة، مثل:
المشي أثناء النوم.
الهلع الليلي.
الكلام أثناء النوم.
الكوابيس المتكررة.
7. اضطرابات النوم الأخرى (Other Sleep Disorders)
تشير فئة اضطرابات النوم الأخرى إلى الحالات النادرة أو غير الشائعة التي لا تندرج ضمن التصنيفات الأساسية لاضطرابات النوم. تشمل هذه الفئة:
اضطرابات النوم الناتجة عن استخدام مواد مثل الكحول أو الأدوية أو المخدرات.
اضطرابات النوم المرتبطة بحالات طبية أخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الأمراض العصبية.
أنماط نوم غير معتادة أو غير مفسّرة طبياً لا تتطابق مع الفئات المعروفة مثل الأرق أو انقطاع النفس.
تُشخَّص هذه الاضطرابات من قبل أطباء متخصصين وتحتاج لتقييم دقيق لتحديد السبب واختيار العلاج المناسب.
ما هي أعراض اضطراب النوم؟
تختلف أعراض اضطرابات النوم باختلاف نوع الاضطراب، لكنها غالبًا ما تشمل مشكلات واضحة أثناء النوم وأخرى تظهر خلال النهار. من أبرز الأعراض الليلية:
-
صعوبة في النوم أو الحاجة لأكثر من 30 دقيقة للخلود إليه بشكل متكرر.
-
الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل أو عدم القدرة على العودة للنوم.
-
الشخير العالي، أو الشعور بالاختناق أو التوقف عن التنفس أثناء النوم.
-
الشعور بعدم الراحة في الساقين عند الاسترخاء، مع حاجة مستمرة لتحريكهما.
-
عدم القدرة على الحركة أو التحدث عند الاستيقاظ، وهي من أعراض الشلل النومي.
أما خلال النهار، فقد تظهر أعراض ناتجة عن قلة النوم، مثل:
-
الشعور بالنعاس الشديد أو النوم المفاجئ أثناء الأنشطة اليومية.
-
صعوبة في التركيز والانتباه، أو ضعف الأداء في المدرسة أو العمل.
-
تقلبات مزاجية مثل العصبية، التوتر، أو الاكتئاب.
-
زيادة احتمالية الحوادث أو السقوط نتيجة ضعف اليقظة.
إذا كنت تعاني من هذه الأعراض بشكل متكرر أو تؤثر على حياتك اليومية، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص في اضطرابات النوم للحصول على تشخيص دقيق و خطة علاج مناسبة.
ما هي أسباب اضطرابات النوم؟
تنشأ اضطرابات النوم غالبًا نتيجة خلل في دورة النوم واليقظة الطبيعية في جسم الإنسان، والتي تنظمها الساعة البيولوجية والمواد الكيميائية في الدماغ. وتختلف الأسباب باختلاف نوع الاضطراب، لكنها قد تشمل ما يلي:
-
مشكلات صحية جسدية مثل أمراض القلب، الربو، الألم المزمن، أو الاضطرابات العصبية التي تعيق النوم المريح.
-
اضطرابات نفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو التوتر المستمر، والتي تؤثر على القدرة على النوم بعمق.
-
عوامل وراثية، حيث تلعب الطفرات الجينية دورًا في بعض أنواع اضطرابات النوم مثل التغفيق أو متلازمة تململ الساقين.
-
آثار جانبية لبعض الأدوية التي قد تسبب الأرق أو النعاس المفرط.
-
نظام العمل الليلي أو تغيير المناوبات، مما يربك الساعة البيولوجية للجسم.
-
تناول مواد منبهة قبل النوم مثل الكافيين، النيكوتين، أو الكحول، والتي تؤثر سلباً على جودة النوم.
-
انخفاض بعض المواد الكيميائية أو المعادن في الدماغ، مما يخل بتوازن النوم والاستيقاظ.
-
أسباب غير معروفة في بعض الحالات، حيث يصعب تحديد السبب الدقيق.
إذا كنت تعاني من مشاكل مستمرة في النوم، فإن معرفة السبب المحتمل يساعد في تحديد العلاج الأنسب وتحسين جودة حياتك.
هل تبحث عن جواب لماذا لا نستطيع النوم رغم النعاس؟
ما هي عوامل خطر الإصابة باضطرابات النوم؟
توجد عدة عوامل قد تزيد من احتمال الإصابة باضطرابات النوم، وتختلف من شخص لآخر بحسب الحالة الصحية ونمط الحياة. ومن أبرز عوامل الخطر:
-
وجود حالة صحية مزمنة، مثل أمراض القلب، السكري، الألم المزمن، أو الاضطرابات العصبية، والتي قد تؤثر سلبًا على جودة النوم.
-
التعرّض للإجهاد أو الضغط النفسي بشكل مستمر، مما يسبب الأرق أو صعوبة الاسترخاء قبل النوم.
-
العمل في نوبات مسائية أو ليلية، حيث يؤدي تغيّر مواعيد النوم إلى اضطراب في الساعة البيولوجية للجسم.
-
التاريخ العائلي، إذ تشير الدراسات إلى أن اضطرابات النوم قد تكون أكثر شيوعاً لدى من لديهم أقارب يعانون منها.
-
الجنس، حيث أظهرت الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم من الرجال، ويرتبط ذلك بالتغيرات الهرمونية مثل الحمل أو سن اليأس.
-
التقدّم في العمر، فحوالي نصف البالغين فوق سن 65 عاماً يعانون من نوع من اضطرابات النوم، نتيجة لتغيرات طبيعية في أنماط النوم مع التقدم بالعمر.
ومن المهم التنبيه إلى أن بعض اضطرابات النوم النادرة، مثل انقطاع النفس النومي الشديد، قد تكون مهددة للحياة إذا لم تُعالج. لذلك، الحفاظ على نوم صحي ومنتظم ليس رفاهية، بل هو ضرورة أساسية للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية.
كيف يتم علاج اضطراب النوم؟
يعتمد علاج اضطرابات النوم على نوع الاضطراب وسببه وشدة الأعراض، وقد يتضمن خطة علاجية متعددة الجوانب تجمع بين التغييرات السلوكية والعلاج الطبي. من بين الخيارات العلاجية الشائعة لاضطرابات النوم:
تعديل نمط الحياة وتحسين عادات النوم: مثل الالتزام بجدول نوم منتظم، تجنّب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وتهيئة بيئة نوم هادئة ومظلمة. تُعرف هذه الممارسات باسم "نظافة النوم".
العلاج السلوكي المعرفي (CBT-I): وهو علاج نفسي فعّال للأرق واضطرابات النوم الأخرى، يساعد الشخص على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالنوم.
الأدوية والمكملات: قد يصف الطبيب أدوية منومة أو محفزات للانتباه، حسب نوع الاضطراب. كما يمكن استخدام مكملات مثل الميلاتونين لتحسين توقيت النوم، خاصة في اضطرابات الساعة البيولوجية.
استخدام الأجهزة الطبية: في حالات مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، قد يُستخدم جهاز CPAP (ضغط مجرى التنفس الإيجابي المستمر) لمساعدة المريض على التنفس بانتظام أثناء النوم. كما يمكن اللجوء إلى زرع محفز عصبي في بعض الحالات المتقدمة.
العلاج بالضوء (Light Therapy): يُستخدم لتنظيم الساعة البيولوجية خاصةً في اضطرابات النوم الناتجة عن تأخر أو تقدم توقيت النوم.
في النهاية، سيقوم الطبيب المختص بتقييم حالتك بدقة واختيار العلاج الأنسب بناءً على احتياجاتك الخاصة، مع شرح الفوائد والمخاطر المحتملة لكل خيار.
أسئلة شائعة حول ما هي اضطرابات النوم
هل اضطراب النوم يُعتبر مرضاً نفسياً؟
ليس بالضرورة. اضطرابات النوم ليست دائماً أمراضاً نفسية، لكنها قد تكون مرتبطة بحالات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب. في بعض الحالات، تكون أسباب اضطرابات النوم جسدية أو سلوكية، أو نتيجة لخلل في الساعة البيولوجية. لذلك، يُعتمد في التشخيص على تحديد السبب الأساسي، سواء كان نفسياً أو جسدياً.
هل يكفي النوم 4 ساعات يومياً للحفاظ على الصحة؟
كلا، النوم 4 ساعات فقط يوميًا غير كافٍ لمعظم البالغين، وقد يؤدي إلى التعب، ضعف التركيز، واضطرابات صحية على المدى الطويل. توصي الدراسات بأن يحصل البالغون على 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية.
ماهي أعراض قلة النوم؟
تشمل أعراض قلة النوم: التعب والنعاس خلال النهار، ضعف التركيز والانتباه، تقلبات المزاج مثل التهيج أو الاكتئاب، بطء في ردود الفعل وزيادة خطر الحوادث، صعوبة في أداء المهام اليومية.
ما هي أبرز أعراض النوم الزائد؟
تشمل أعراض النوم الزائد: الشعور المستمر بالتعب رغم النوم لساعات طويلة، الصداع عند الاستيقاظ، صعوبة في التركيز وضعف الذاكرة، تقلبات في المزاج مثل القلق أو الاكتئاب، آلام في الظهر أو الجسم نتيجة كثرة النوم.
ما هي أضرار النوم المتقطع؟
النوم المتقطع يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية، ومن أبرز أضراره: الشعور بالإرهاق والنعاس خلال النهار، ضعف التركيز وقلة الانتباه، تقلبات المزاج وزيادة التوتر، انخفاض المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، اضطراب الهرمونات وخلل في التمثيل الغذائي.
كيف تعرف أنك تعاني من الأرق؟
قد تكون مصاباً بالأرق إذا كنت تعاني من: صعوبة في البدء بالنوم أو الاستمرار فيه، الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل أو في وقت مبكر، الشعور بالتعب أو النعاس خلال النهار رغم النوم، تراجع الأداء والتركيز خلال اليوم.
إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين، يُنصح بمراجعة طبيب مختص.
ما الذي يجب تجنبه لتحسين جودة النوم؟
للحصول على نوم أفضل، يُنصح بتجنب ما يلي قبل النوم بـ 3 إلى 4 ساعات:
المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية.
التبغ والنيكوتين.
الكحول، لأنه يسبب تقطع النوم.
القيلولة المتأخرة بعد الساعة 3 مساءً.
الشوكولاتة بسبب احتوائها على الكافيين.
الوجبات الثقيلة والدسمة التي تسبب اضطرابات في الهضم.
ما هو التخصص الطبي المسؤول عن اضطرابات النوم؟
تخصص اضطرابات النوم يُعرف بـ طب النوم، وهو فرع طبي يهتم بتشخيص وعلاج مشاكل النوم مثل الأرق، انقطاع النفس النومي، والتغفيق. ويشرف عليه عادةً أطباء مختصون في طب النوم أو الأمراض الصدرية أو الأعصاب أو الطب النفسي، حسب نوع الاضطراب.