انتشار البادل في الامارات: قصة نجاح ملهمة

شهدت رياضة البادل تطوراً مذهلاً في دولة الإمارات، حيث أصبحت خلال السنوات القليلة الماضية من أكثر الرياضات نمواً وشعبية، ويعود هذا النجاح الكبير إلى الرؤية المستقبلية لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.

فقد وجّه سموه بأن تكون البادل إحدى الألعاب الرئيسية ضمن دورة ند الشبا الرياضية التي انطلقت نسختها الأولى في عام 2013، مما شكل نقطة انطلاق رياضة البادل نحو انتشار واسع محلياً ثم خليجياً.

لم يكن هذا التطور اللافت وليد الصدفة، بل هو ثمرة جهود مكثفة بذلها اتحاد الإمارات للبادل بقيادة الشيخ سعيد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، إلى جانب دعم المجالس الرياضية والقطاع الخاص الذي ساهم في إطلاق استثمارات كبيرة في هذا المجال.

ونتيجة لهذا التعاون بين مختلف الأطراف، تصدرت الإمارات مشهد رياضة البادل في قارة آسيا، حيث تحتل حالياً المركز الأول آسيوياً والخامس عشر عالمياً بعدد ملاعب بلغ 950 ملعباً، بحسب تقرير الاتحاد الدولي للبادل لعام 2024، فيما تتقدمها عربياً فقط مصر بـ1500 ملعب.

وبالنظر إلى المشهد العالمي، أشار تقرير الاتحاد الدولي إلى وجود 63 ألف ملعب بادل حول العالم، تتصدرهم إسبانيا بـ16 ألف ملعب، تليها إيطاليا بـ9050 ملعباً، ثم الأرجنتين بـ7000 ملعب. وتوزعت بقية الملاعب بين دول مثل السويد، هولندا، تشيلي، فرنسا، وبلجيكا، إلى جانب تواجد معتبر للعبة في المكسيك، مصر، والدنمارك، وغيرها.

من جهته، ركز اتحاد الإمارات للبادل على نشر ثقافة اللعبة بين أفراد المجتمع وتشجيعهم على ممارستها، حتى تجاوز عدد ممارسي البادل 13 ألف شخص، بينهم 4000 لاعب ولاعبة مسجلين رسمياً في كشوفات الاتحاد.

كما ينظم الاتحاد أكثر من 300 بطولة سنوياً داخل الدولة تشمل بطولات مجتمعية وتنافسية، إضافة إلى استضافة 20 بطولة دولية، من أبرزها بطولة "دبي بريميير بادل" التي أقيمت في نوفمبر الماضي بمشاركة 256 لاعباً ولاعبة وجوائز مالية قدرها 1.8 مليون درهم، بالإضافة إلى استضافة دبي لبطولة العالم للبادل في عام 2022.

سعيد المري، الأمين العام لاتحاد الإمارات للبادل، أوضح أن رياضة البادل انطلقت بقوة من دورة ند الشبا الرياضية، ومنها انتشرت في الإمارات والخليج، لتصبح خلال سنوات قليلة واحدة من أسرع الألعاب نمواً.

وأكد أن عدد الأندية والملاعب شهد تضاعفاً لافتاً، مشيراً إلى إنشاء العديد من المرافق في المجمعات السكنية والحدائق والمدارس. كما أشار المري إلى أن الاتحاد يواصل جهوده لتعزيز الحضور العالمي للإمارات في رياضة البادل عبر استقطاب أبرز اللاعبين المصنفين عالمياً وتنظيم معسكرات مفتوحة للاحتكاك بهم.

كشف المري أيضاً عن برامج وخطط طموحة للاتحاد، تركز على تطوير فئة الناشئين والشباب بالتعاون مع أكاديمية ند الشبا، بهدف تجهيز جيل جديد من اللاعبين قادرين على تمثيل الدولة عالمياً، خاصة بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني بالحصول على المركز الخامس في بطولة كأس العالم للبادل التي أقيمت العام الماضي في قطر.

الجدير بالذكر أن رياضة البادل لم تعد حكراً على الذكور فقط، بل شهدت أيضاً إقبالاً متزايداً من الإناث من مختلف الفئات العمرية، مما يعكس الطابع الجماهيري المتنامي لهذه الرياضة.

رياضة البادل، التي أصبحت اليوم ظاهرة عالمية، تجذب أكثر من 30 مليون لاعب هاوٍ حول العالم، وفقاً لبيانات الاتحاد الدولي، حيث تشكل الإناث نسبة 40% من الممارسين مقابل 60% للرجال، ويحرص أكثر من نصف هؤلاء اللاعبين على ممارسة اللعبة مرة واحدة أسبوعياً على الأقل.

وقد بلغ عدد اللاعبين المسجلين رسمياً 600 ألف لاعب، بينما ينتشر أكثر من 63 ألف ملعب حول العالم، يديرها ما يقارب 19.800 نادٍ ومنشأة رياضية، منها 5820 نادياً تابعاً لاتحادات وطنية.

وعلى صعيد التوزيع الجغرافي، تتركز ممارسة البادل بشكل أساسي في أوروبا بنسبة 59%، تليها أمريكا الجنوبية بـ23%، ثم أمريكا الشمالية والوسطى بـ7%، وآسيا بنسبة 6.4%، بينما تتوزع النسب المتبقية بين أفريقيا وأوقيانوسيا.

وفي إطار تعزيز حضور اللعبة عالمياً، انطلق الدوري العالمي للبادل في يونيو 2019، بهدف دعم اللاعبين في الدول الأقل تطوراً عبر منحهم فرصاً للمشاركة في البطولات الدولية وتحسين مستوياتهم الاحترافية. ومنذ انطلاق الدوري وحتى أبريل 2024، أقيمت 355 بطولة في 36 دولة، تصدرت أوروبا فيها بعدد 222 بطولة، وتوزعت بقية البطولات على أمريكا الجنوبية، آسيا، أمريكا الشمالية والوسطى، أفريقيا، وأوقيانوسيا، حيث حقق لاعبون من 28 دولة ألقاب هذه البطولات.

المصدر: albayan

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن الإمارات هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.