المشي يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

في ظل سرعة وتيرة الحياة في مجتمعنا، أصبح النشاط البدني ضرورة لا غنى عنها، إذ يُعتبر الوقت جوهر الحياة وأنماط العيش المستقرة تميل إلى الازدياد، مما يجعل من المشي خيارًا بسيطًا وفعّالًا وسط تعقيدات الحياة العصرية.

فالمشي لا يقتصر دوره على التنقل فحسب، بل هو مفتاح لحياة أطول وأكثر صحة. وفقًا لتقرير نشره موقع "تايمز أوف أنديا"، فإن ممارسة المشي بمعدل 2200 خطوة يوميًا تقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الوفاة.

وفي ظل التحديات اليومية وإيجاد وقت لممارسة الرياضة، تبدو النتائج المبهرة التي توصلت إليها أبحاث المجلة البريطانية للطب الرياضي بمثابة بشارة خير لأولئك الذين يسعون لتحسين صحتهم دون الحاجة لتغييرات جذرية في نمط حياتهم.

إذ يظهر أن التزام المشي بانتظام بمعدل 2200 خطوة يُحدث فرقًا كبيرًا، بينما تتعاظم الفوائد الصحية مع زيادة عدد الخطوات، حيث تُظهر الدراسات أن المشي بمعدل يتراوح بين 9000 و10500 خطوة يوميًا يمنح الجسم أفضل النتائج الصحية.

من ناحية أخرى، فإن الفوائد الصحية للمشي لا تقتصر على الوقاية من أمراض القلب فحسب، بل يمتد تأثيرها ليشمل تقليل المخاطر المرتبطة بالأمراض المزمنة؛ إذ تربط الأبحاث بين مستويات النشاط البدني العالية، وخاصة المشي، وبين انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية والوفيات المرتبطة بها. ما يميز المشي أيضًا هو سهولة ممارسته وإمكانية الوصول إليه دون الحاجة لمعدات خاصة أو تدريبات مكثفة، مما يجعله مناسبًا لجميع الأعمار ومستويات اللياقة.

ومع ذلك، يشدد الخبراء على أهمية إيجاد توازن بين النشاط والخمول؛ فحتى وإن تم الوصول إلى العدد الموصى به من الخطوات اليومية، فإن الجلوس لفترات طويلة قد يعاكس الفوائد المرجوة.

ولذلك، توصي الأبحاث بتقليل الوقت المستغرق في الجلوس وزيادة عدد الخطوات القصيرة المتقطعة على مدار اليوم، مما يُساهم في تحسين صحة القلب وتعزيزها.

في الختام، تُظهر الأبحاث أن الاهتمام بالنشاط البدني، وخصوصًا المشي السريع مع فترات هرولة، ليس مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية، بل هو عامل حاسم في الوقاية من الأمراض وتحقيق صحة أفضل وطول عمر أكبر.

المصدر: sa24

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.