أعراض نقص الحديد عند النساء: العلامات، الأسباب، والعلاج

هل تعانين من إرهاق دائم أو ضعف عام بدون سبب واضح؟ هل لاحظتِ شحوباً في بشرتك أو تساقطاً في شعرك؟ قد تكون هذه من أعراض نقص الحديد عند النساء، وهي مشكلة شائعة تؤثر على الصحة والطاقة والمظهر. في هذا المقال، نوضح أهم الأعراض، الفرق بينها وبين أعراض الرجال، وكيف يتم الكشف عن نقص الحديد بالتشخيص المناسب.

لماذا يُعد نقص الحديد مشكلة شائعة وخطيرة عند النساء؟

يُعد نقص الحديد من أكثر أنواع نقص التغذية شيوعاً حول العالم، خاصةً بين النساء في سن الإنجاب. وغالباً ما يتم تجاهله، إذ تُرجَع أعراضه مثل التعب والدوخة وتشوش الذهن إلى الإرهاق أو ضغوط الحياة.

لكن تجاهله قد يؤدي إلى فقر دم خطير يسبب مشاكل في القلب ومضاعفات أثناء الحمل. ومع غياب الفحص الروتيني في كثير من الدول، قد تمر الحالة دون تشخيص. 

تشير الدراسات إلى أن ثلث النساء في سن الخصوبة قد لا يحصلن على كفايتهم من الحديد، فيما تعاني نحو 40% من المراهقات من نقصه، وفقاً لبيانات نُشرت عام 2023. لذلك، من الضروري الانتباه المبكر للأعراض وطلب الفحوص اللازمة عند الشك.

أعراض نقص الحديد عند النساء

تبدأ أعراض نقص الحديد بشكل تدريجي، وقد تكون خفيفة في البداية، لكنها تزداد حدة مع الوقت إذا لم يُعالج النقص. ونظراً  لأن نقص الحديد هو السبب الأساسي لفقر الدم، فإن الأعراض غالباً ما تتداخل وتتشابه.

ومن أبرز الأعراض الشائعة:

• التعب المستمر والإرهاق العام حتى بعد فترات راحة كافية.

• شحوب البشرة وبهتان الوجه، خاصة في منطقة الجفون والأظافر.

• ضيق في التنفس عند بذل أي مجهود، حتى لو كان بسيطاً.

• الدوخة والصداع المتكرر نتيجة قلة الأوكسجين في الدم.

• خفقان القلب أو تسارعه بطريقة ملحوظة.

• تساقط الشعر وضعف الأظافر وتقصفها بشكل غير معتاد.

• البرود الدائم في اليدين والقدمين والإحساس بالخدر أحياناً.

• ضعف التركيز وتشوش الذهن، ويُشار إليه أحياناً بـ"ضباب الدماغ".

• الرغبة في تناول أشياء غريبة مثل الثلج أو الطين.

في المراحل المبكرة، قد تكون الأعراض غير ملحوظة، لكن إذا تطور النقص إلى فقر دم، تصبح أكثر وضوحاً وقد تشمل تسارع ضربات القلب، ضيق النفس المستمر، أو ألم في الصدر.

إذا كنتِ ترغبين بمقارنة هذه الأعراض مع العلامات العامة التي تظهر لدى الجميع، يمكنكِ مراجعة المقال التالي:

أعراض نقص الحديد: 9 علامات تحذيرية لا تتجاهليها.

أسباب نقص الحديد عند النساء

هناك عدة عوامل تجعل النساء أكثر عرضة لنقص الحديد مقارنة بالرجال، ومن أبرزها:

1. الدورة الشهرية الغزيرة

فقدان الدم بشكل منتظم كل شهر يؤدي إلى استنزاف الحديد من الجسم، خاصة عند النساء اللواتي يعانين من طمث شديد. وتشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل خمس نساء تعاني من غزارة الطمث، ما يرفع خطر النقص بشكل كبير.

2. الحمل والرضاعة

خلال هذه الفترات، تزداد حاجة الجسم للحديد لدعم نمو الجنين وتعويض الدم، ويُعتبر الحمل من أكثر الفترات التي ترتفع فيها احتمالية الإصابة بنقص الحديد، خصوصاً إذا لم تبدأ المرأة بحملها بمخزون حديد كافٍ.

3. النظام الغذائي الفقير بالحديد

عدم تناول أطعمة غنية بالحديد أو اتباع نظام نباتي دون تعويض، يؤدي إلى نقص تدريجي في مستويات الحديد.

4. مشاكل امتصاص الحديد

بعض أمراض الأمعاء أو العمليات الجراحية في الجهاز الهضمي قد تُضعف قدرة الجسم على امتصاص الحديد بشكل سليم.

5. فقدان الدم الداخلي أو التبرع المتكرر بالدم

حتى دون وجود طمث، يمكن أن يؤدي النزيف غير الظاهر أو التبرع المستمر إلى استنزاف مخزون الحديد.

6. أسباب أخرى

مثل تناول أدوية تؤثر على المعدة (كالأسبرين) أو وجود أورام ليفية في الرحم.

ورغم أن نقص الحديد شائع أكثر بين النساء، إلا أن الرجال أيضاً قد يواجهونه لأسباب مختلفة تماماً، مثل النزيف الداخلي أو مشاكل الامتصاص.

لمعرفة التفاصيل، راجع المقال التالي: أعراض نقص الحديد عند الرجال وطرق العلاج السريعة.

كم هي حاجة النساء اليومية للحديد؟

تختلف حاجة النساء اليومية للحديد بحسب العمر والحالة الصحية، وتكون في أعلى مستوياتها خلال سنوات الإنجاب والحمل. وبما أن الجسم لا يستطيع إنتاج الحديد ذاتياً، يجب الحصول عليه من الغذاء اليومي.

وفقًا للتوصيات الصحية:

• الفتيات من 14 إلى 18 عامًا: 15 ملغ يومياً.

• النساء من 19 إلى 50 عامًا: 18 ملغ يومياً.

• النساء الحوامل: 27 ملغ يومياً.

• النساء فوق سن الخمسين: 8 ملغ يومياً.

تُعد هذه القيم هي الكمية الموصى بها من الحديد يومياً للنساء لضمان تجدد خلايا الدم والحفاظ على طاقة الجسم.

أعراض نقص مخزون الحديد وفيتامين د

قد تتشابه أعراض نقص الحديد مع نقص فيتامين د، خاصة عندما يحدثان معًا. وتشمل:

• تعب وإرهاق دائم.

• ضعف العضلات وآلام في المفاصل.

• تساقط الشعر وتشوش الذهن.

• تقلبات مزاجية أو اكتئاب.

• ضعف المناعة وزيادة التعرّض للعدوى.

نقص فيتامين د يمكن أن يُقلّل من قدرة الجسم على امتصاص الحديد، مما يزيد من حدة الأعراض ويؤخر التعافي.

لذلك، من المهم إجراء فحوص دورية لمخزون الحديد ومستوى فيتامين د، خاصة في حال ظهور أعراض غير مبررة لفترة طويلة.

كيف يتم تشخيص نقص الحديد عند النساء؟

عادةً ما يبدأ الطبيب بتقييم الأعراض والفحص السريري، مثل ملاحظة شحوب الوجه أو الشعور بالإرهاق المستمر. وإذا وُجدت مؤشرات تدل على نقص الحديد، يُطلب إجراء بعض تحاليل الدم الأساسية، أبرزها:

• تحليل CBC (تعداد الدم الكامل): لقياس نسبة خلايا الدم الحمراء والهيموغلوبين.

• تحليل الفيريتين: لمعرفة كمية الحديد المخزّن في الجسم.

• تحاليل إضافية مثل TIBC أو Transferrin: لفهم قدرة الجسم على نقل الحديد.

هذه الفحوصات تساعد الطبيب في تأكيد التشخيص وتحديد مدى النقص، مما يسهل اختيار الخطة العلاجية المناسبة.

علاج نقص الحديد عند النساء

بعد التعرّف على أعراض نقص الحديد وأسبابه، من المهم معرفة الخيارات المتاحة للعلاج، خاصة أن تجاهل النقص قد يؤدي إلى فقر دم يؤثر على جودة الحياة.
وفيما يلي أبرز طرق علاج نقص الحديد عند النساء حسب شدة الحالة:

العلاج الغذائي

يتضمن التركيز على أطعمة غنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، الكبدة، السبانخ، العدس، والبقوليات، مع تناول مصادر فيتامين C لتعزيز الامتصاص.

العلاج الدوائي

حبوب الحديد الفموية تُستخدم في الحالات البسيطة، لكنها تحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى مستويات طبيعية، لأن الجسم يمتص كميات صغيرة فقط في كل مرة.
قد تظهر آثار جانبية مزعجة مثل الإمساك أو الغثيان، لذا يُنصح أحياناً بتناول الحبوب يوماً بعد يوم لتقليل هذه الأعراض.

العلاج الوريدي والحالات المتقدمة

يُستخدم الحديد الوريدي عندما يكون هناك نزيف حاد أو ضعف في امتصاص الحديد، إذ يُعد أسرع في تعويض النقص.
وفي الحالات الشديدة من فقر الدم، قد يكون نقل الدم ضرورياً لاستعادة خلايا الدم الحمراء بسرعة.