انضم الآن

احتضان الشيخوخة بذكاء وصحة

احتضان الشيخوخة بذكاء وصحة

أحصل على تذكرة يوم مجاني الأن!

  • أبو ظبي
  • العين
  • الخبر
  • دبي
  • جدة
  • الرياض
  • الشارقة
الرجاء اختيار المدينة

هل سمعتِ من قبل عبارة "لا أريد أن أكبر في السن"؟ لسنواتٍ طويلة، ارتبط التقدم في العمر عند كثير من النساء بفقدان الجمال والشباب، ما جعلهن يتجنبن الإفصاح عن أعمارهن الحقيقية، خشية أن يوصفن بـ"العجائز".

لكن في السنوات الأخيرة، تغيّر هذا المفهوم بشكل ملحوظ، إذ بدأت كثير من النساء يتجهن نحو مفهوم جديد ومهم: "الشيخوخة الصحية" بدلاً من "الشباب الدائم".

 

ما معنى الشيخوخة الصحية؟

الشيخوخة الصحية تعني ببساطة أن يتقدم الإنسان في العمر بينما يظل جسمه قويًا، وعقله يقظًا، ونمط حياته متوازنًا. لا يُقصد بها مقاومة الشيخوخة أو محاولة إيقاف الزمن، بل قبول هذه المرحلة الطبيعية والتعامل معها بذكاء، من خلال اتباع أسلوب حياة يدعم الصحة البدنية والنفسية على المدى الطويل.

 

العديد من النساء بدأن مؤخرًا في التركيز على تحسين نوعية حياتهن من خلال تناول طعام صحي، ممارسة التمارين الرياضية، الحصول على نوم كافٍ، وتقليل التوتر. هذا التحول في التفكير يشير إلى وعي متزايد بأن الصحة أهم من الجمال الظاهري، وأن العناية بالجسم والعقل هي الاستثمار الأذكى في المراحل القادمة من الحياة.

 

رؤية علمية للشيخوخة من الداخل

الدكتورة مريم مطر، مؤسسة ورئيسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية، تشير إلى أن التقدم في العمر لا يعني فقدان الحيوية، بل يمكننا من خلال العلم الحديث، خصوصًا في مجال الجينات، أن نعيد برمجة أجسامنا لنعيش حياة أطول وأكثر صحة.

 

فالجينات لم تعد أمورًا حتمية، بل يمكن التأثير على طريقة تعبيرها من خلال التغذية، والرياضة، والنوم، وإدارة التوتر.

 

ومع دخول المرأة الأربعينيات من عمرها، تبدأ التغيرات الهرمونية والجسدية بالظهور، وهنا تبرز أهمية فهم احتياجات الجسم الفريدة، والتكيف معها.

 

ومن خلال الفحوصات الجينية، يمكن تحديد الاستعدادات الوراثية للأمراض، مما يساعد على تصميم نمط حياة يتلاءم مع هذا التكوين الجيني الفريد.

 

نصائح جوهرية للشيخوخة الصحية وفقًا للدكتورة مريم مطر:

 

التمارين الرياضية: خصوصًا تمارين القوة التي تعزز كثافة العظام وتحافظ على كتلة العضلات.

 

نظام غذائي متوازن: غني بالفيتامينات، المعادن، الألياف، وأحماض أوميغا 3، لدعم صحة الخلايا ومقاومة الالتهابات.

 

العناية بالصحة النفسية: من خلال بناء علاقات اجتماعية إيجابية، وإدارة التوتر بأساليب مثل التأمل والكتابة.

 

نوم منتظم وعميق: لأنه يؤثر على التعبير الجيني بشكل مباشر، ويمنح الجسم فرصة لإعادة التوازن وإصلاح الخلايا.

 

مراعاة الجينات: فهم الاستعدادات الجينية الخاصة بكل شخص يمكن أن يساعد في تحديد أسلوب الحياة الأمثل له.

 

الوقاية قبل العلاج: مستقبل الرعاية الصحية الشخصية

تشير الدكتورة مريم مطر إلى أن الرعاية الوقائية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، ولم تعد النصائح العامة كافية للجميع. فالاختبارات الجينية تمنح كل شخص خريطة فريدة لصحة مستقبله، مما يساعده على تجنب الكثير من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسرطان.

 

وتوضح أن التعديل في نمط الحياة، استنادًا إلى المعلومات الجينية، لا يساهم فقط في إبطاء الشيخوخة، بل يساعد أيضًا على تعزيز نوعية الحياة بشكل ملموس. الرعاية الشخصية تعني اتخاذ قرارات صحية مبنية على بيانات دقيقة من الجسم نفسه.

 

دور الرياضة في حياة المرأة مع التقدم في العمر

ميثاء المطروشي، مدربة الصحة والأداء وسفيرة "لولوليمون"، شددت على أن الرياضة ليست فقط وسيلة للحصول على جسم جميل، بل هي ضرورة حيوية للاستقلالية والمرونة والقوة. بالنسبة لها، الحركة اليومية تمنح الإنسان القوة الذهنية والجسدية اللازمة للقيام بما يحب.

 

وتوضح المطروشي أن النساء يمررن بتغيرات جسدية وهرمونية كثيرة، وبالتالي فإن التمارين الرياضية تصبح أداة لا غنى عنها لمواجهة هذه التحولات.

 

فهي تساهم في استقرار الهرمونات، منع هشاشة العظام، وتحسين معدل الأيض. كما أن تمارين القوة واليوغا والتمارين منخفضة التأثير تبني الثقة بالنفس وتحسن من المزاج العام.

 

أفضل التمارين لشيخوخة نشطة وصحية:

 

تمارين القوة: ضرورية للمفاصل والعضلات.

 

اليوغا والبيلاتس: تحافظ على مرونة الجسم وتقلل من الألم الناتج عن التقدم في السن.

 

تمارين القلب: مثل ركوب الدراجة في الأماكن المغلقة، تُعزز من صحة القلب والدورة الدموية.

 

تمارين "لاغري" (Lagree): والتي تجمع بين الكثافة العالية والتأثير المنخفض على المفاصل، مما يجعلها مثالية للحفاظ على القوة والثبات مع التقدم في العمر.

 

تمارين "لاغري" هي أحدث أساليب اللياقة البدنية في الولايات المتحدة، ابتكرها الفرنسي-الأميركي سيباستيان لاغري، وهي تعتمد على جهاز مصمم خصيصًا لدعم الجسم خلال التمارين، مما يقلل من الضغط على العمود الفقري والمفاصل، ويُعد مثالًا ممتازًا على الدمج بين التقنية واللياقة.

 

الخلاصة:

الشيخوخة مرحلة طبيعية لا يجب أن نخاف منها أو نخفيها، بل يجب أن نتقبلها ونعتني بها من الداخل كما نحرص على مظهرنا الخارجي. من خلال التغذية المتوازنة، الرياضة المنتظمة، النوم الصحي، والرعاية الجينية الوقائية، يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالحيوية والإنجازات حتى مع التقدم في السن.

 

اتخاذ قرار العناية بالصحة في هذه المرحلة هو الخطوة الأولى نحو مستقبل أكثر إشراقًا، حيث تتحول الشيخوخة إلى رحلة جميلة مليئة بالقوة والوعي والسلام الداخلي.

 

المصدر: hiamag

 

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.