انضم الآن

صالات الرياضة تتغير: صعود تمارين القوة وتراجع الكارديو

صالات الرياضة تتغير صعود تمارين القوة وتراجع الكارديو

أحصل على تذكرة يوم مجاني الأن!

  • أبو ظبي
  • العين
  • الخبر
  • دبي
  • جدة
  • الرياض
  • الشارقة
الرجاء اختيار المدينة
الرجاء إدخال رقم هاتف صحيح

في قبو أحد مباني مانهاتن، كان أكثر من عشرة أشخاص يستغلون استراحة الغداء لممارسة التمارين في صالة كرنش فيتنس. بين الأجهزة اللامعة، ظهرت شابة ترفع قضيب اثقال بأوزان مطاطية حمراء عند مستوى كتفيها، بينما كان شاب قريب منها يستريح متصفحا هاتفه بين جولات التمرين.

 

في الجهة الخلفية، امتدت صفوف طويلة من معدات تقوية الساقين، بما فيها أجهزة الهاك سكوات. في الطابق السفلي الواسع، مارس المشتركون تمارين المعدة والالتواء مع الأوزان، فيما كانت آلات المشي عالية التقنية في الطابق العلوي شبه مهجورة.

 

مدير عام الصالة، رودي سانشيز، أشار إلى أن جميع منصات رفع الأثقال تكون مشغولة خلال أوقات الذروة، مؤكدا أن الصالة أنفقت مليوني دولار العام الماضي لتحويل مساحة اليوغا إلى منصات رفع أثقال جديدة، ما خفف من المشاجرات والشكاوى المرتبطة بالاستحواذ على المعدات.

 

في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، تشهد مراكز اللياقة تغيرات جذرية. تقارير شركات كرانش هولدينغز وبلانيت فيتنس أوضحت أنه تم تقليص عدد معدات الكارديو بأكثر من 40% في العديد من الفروع، استجابة لانخفاض البحث عن تمارين الكارديو بنسبة 3% وزيادة الاهتمام بتمارين القوة بنسبة 6% حسب بيانات جوجل منذ 2021.

 

حتى شركات المعدات الرياضية الكبرى مثل بيليتون إنترأكتيف دخلت على الخط، مطلقة تطبيق سترينغث بلس الذي يوفر برامج تدريب على رفع الأثقال لزيادة الكتلة العضلية، مع تعليمات صوتية وآلية متابعة للأهداف. الشركة أعلنت أن تمارين القوة باتت تنافس تمارين ركوب الدراجات الثابتة ضمن خدماتها.

 

من جانبه، أوضح جيم رولي الرئيس التنفيذي لشركة كرنش فيتنس، أن استخدام معدات الكارديو مثل أجهزة المشي والدراجات الثابتة تراجع بشكل ملحوظ، حيث انخفض عدد أجهزة الكارديو من 100 إلى 60 جهازا في العديد من الصالات.

 

هذا التحول لم يعد مقصورا على الرياضيين مفتولي العضلات، بل تقوده النساء وكبار السن. كيسي جونستون، الكاتبة والمؤثرة في مجال اللياقة، تحدثت عن زيادة غير مسبوقة في أعداد النساء والشباب وكبار السن المهتمين برفع الأثقال، بعدما كان يُنظر لهذا النشاط سابقا بوصفه رياضة ذكورية قاسية.

 

رولي أشار إلى أن النساء يشكلن حاليا نحو 45% من أعضاء كرنش فيتنس، وأكثر من نصف مستخدمي منصات رفع الأثقال هن من النساء، مما يعكس تغيرا ثقافيا كبيرا ويشير إلى مستقبل نسوي لرفع الأثقال.

 

التحولات الحالية في عالم اللياقة تعود جذورها إلى السبعينيات والثمانينيات عندما كان الكارديو يهيمن على المشهد، بفضل حملات الترويج للركض والأيروبيك، التي غذتها كتب مثل كتاب باورمان "الجري" وأشرطة تمارين جين فوندا. تمارين الكارديو استمرت في السيطرة عبر أشرطة فيديو شهيرة مثل سوينغ تو ذا أولديس وتاي بو.

 

في المقابل، كان رفع الأثقال محصورا بعمالقة الأجسام، مثل أرنولد شوارزنيغر الذي ظهر في فيلم بامبينغ آيرون عام 1977. أستاذ الطب النفسي بجامعة هارفارد هاريسون بوب أشار إلى أن صور الأجسام مفتولة العضلات كانت دائما حاضرة في الثقافة الغربية، لكنها أصبحت أكثر بروزا مع صعود نجوم السينما وظهور ألعاب الأطفال مثل جي آي جو بنسخ أكثر ضخامة.

 

بالتوازي، ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الهوس بالبنية العضلية، مع انتشار حسابات تعرض أجسادا بعضلات مشدودة. بوب حذر من أن هذه الظاهرة قد ترفع مستويات القلق بشأن صورة الجسد بين الشباب، في ظل ملايين المنشورات التي تروج لإلهام اللياقة مثل هاشتاغ فيتسبو وفتيك توك.

 

مايك فيدينباخ، بطل كمال الأجسام ومالك صالة تمرين، أكد أن مشهد الصالات الرياضية تغير كليا عن السابق عندما كانت تكتظ بأجهزة المشي. الجائحة أيضا ساهمت في هذا التحول، حيث أدت إلى إغلاق أكثر من 11000 صالة في الولايات المتحدة، مما دفع كثيرين إلى ممارسة تمارين القوة في المنازل.

 

دان ويلي، مدير المنتجات في لايف فيتنس، أوضح أن الناس انتقلوا بشكل طبيعي إلى تمارين القوة المنزلية، ومع إعادة فتح الصالات، استمرت هذه العادة. وأكد أن معدات تمارين القوة تمثل اليوم جزءا أكبر من منتجات شركته.

 

في شبكة بلانيت فيتنس، بدأت الشركة في تقليل أجهزة الكارديو في بعض الفروع تدريجيا منذ 2023، وخلصت إلى أن العدد الأمثل يتراوح بين 60 إلى 65 جهازا بدلا من مئات الأجهزة. تم تخصيص المساحات المحررة لإضافة معدات أثقال حرة ومساحات تمارين وظيفية.

 

بيل بود، المدير التنفيذي للعمليات، قال إن هذه التعديلات تمت بسرعة عبر 1700 فرع، ومن المتوقع أن تكتمل بحلول نهاية العام. رغم انخفاض أسهم بلانيت فيتنس بنحو 4% هذا العام، ما زالت متفوقة على أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

 

كولين كيتينغ، الرئيسة التنفيذية، أشارت إلى أن معدات رفع الأثقال الجديدة تجعل الأندية أكثر ملاءمة لاحتياجات المشتركين الجدد الذين أصبحوا يركزون أكثر على تدريبات القوة.

 

فيندينباخ لاحظ تغيرا واضحا مقارنة بمطلع الألفية عندما كان هناك فصل صارم بين أجهزة المشي للنساء والأثقال للرجال. اليوم، أصبحت النساء يشكلن قرابة 40% من زبائنه.

 

كبار السن أيضا أصبحوا أكثر ترددا على صالات الرياضة لممارسة رفع الأثقال. نوعام تامير، مؤسس تي اس فيتنس، لفت إلى أن التمتع بالقوة العضلية أصبح من أبرز مؤشرات إطالة العمر، مشيرا إلى أن تدريبات رفع الأثقال تؤثر بشكل كبير على صحة العظام وصحة الأيض مقارنة بالكارديو.

 

في الختام، أكدت جونستون أن صعود تدريبات القوة لم يعد مجرد موضة عابرة، بل يعكس وعيا علميا متزايدا بأهمية الحفاظ على الكتلة العضلية لصحة وجودة حياة الجميع.


المصدر: asharqbusiness

 

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.