انضم الآن

الرياضة السعودية: مسيرة تنمية ونجاحات متواصلة

الرياضة السعودية مسيرة تنمية ونجاحات متواصلة1

أحصل على تذكرة يوم مجاني الأن!

  • أبو ظبي
  • العين
  • الخبر
  • الدمام
  • دبي
  • جدة
  • الرياض
  • الشارقة
الرجاء اختيار المدينة
الرجاء إدخال رقم هاتف صحيح

منذ نشأتها، أولت المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا بالرياضة، وجعلت من تطويرها وتشجيعها أولوية في ظل القيادة الحكيمة، حيث بدأ هذا الاهتمام منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي أسس لمرحلة جديدة في بناء الدولة، وكانت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من هذا التأسيس. 

 

انطلقت البدايات من رياضات أصيلة كالفروسية وسباقات الخيل والهجن، ثم اتسعت لتشمل رياضات حديثة ككرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وغيرها.

 

ساهمت المبادرات الأهلية آنذاك في تأسيس عدد من الأندية في مكة المكرمة، والمنطقة الوسطى، والمنطقة الشرقية بدعم من شركات وطنية مثل أرامكو، مما شكل النواة الأولى للقطاع الرياضي المنظم في المملكة.

 

ومع التوسع في ممارسة هذه الأنشطة، أُسند الإشراف على القطاع الرياضي في عام 1953 إلى وزارة الداخلية، من خلال الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشافة، التي تولّت مسؤولية تنظيم المسابقات الرياضية بين الأندية، بما فيها دوري كأس الملك الذهبي ودوري الوطنيين على كأس ولي العهد الفضي.

 

وفي عام 1956، تم تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي بادر بالتواصل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لطلب الانضمام الرسمي. وبدأ الاتحاد السعودي بدعم الأندية وتطوير نشاط كرة القدم في البلاد.

 

وبعد ذلك، وفي عام 1962، انتقل الإشراف على الشباب والرياضة إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عبر الإدارة العامة لرعاية الشباب، بعدما كانت تابعة لوزارة المعارف لفترة قصيرة.

 

عملت رعاية الشباب على وضع تصنيفين للأندية (درجة أولى وثانية)، وحددت عدد الأندية في المدن، وأسست مكاتب للرعاية في عدد من المحافظات، وحددت أيضًا آليات الدعم المالي ومتطلباته، مما ساهم في تنظيم القطاع بشكل أكبر.

 

وفي عام 1963، توسع الاهتمام ليشمل رياضات متعددة مثل الكرة الطائرة، والسلة، وألعاب القوى، وسباقات الدراجات، وتم تأسيس اتحادات خاصة بكل رياضة، ما مكّن من إنشاء اللجنة الأولمبية السعودية، التي حصلت على اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية في مؤتمر روما عام 1965.

 

الدولة واصلت دعمها اللامحدود للأندية الرياضية، من خلال توفير الأراضي والمرافق الرياضية، وتقديم الإعانات الرسمية، إضافة إلى إصدار التراخيص للأندية في مختلف المناطق. ونتيجة لهذا الدعم، أصبحت الرياضة السعودية تحظى بمكانة مرموقة إقليميًا ودوليًا، وحققت المنتخبات السعودية بطولات قارية وعالمية، أبرزها كأس آسيا في عامي 1984 و1988، وكأس العالم للناشئين عام 1989، والتأهل المستمر إلى كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1994، بما في ذلك الفوز الشهير على منتخب الأرجنتين في مونديال قطر 2022.

 

كما حققت الأندية السعودية إنجازات لافتة، حيث وصل نادي الهلال إلى وصافة كأس العالم للأندية عام 2023، ويستعد للمشاركة في نسخة 2025، فيما توج النادي الأهلي السعودي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة بعد فوزه على كاوازاكي الياباني في جدة في مايو 2025، وحصل اللاعبون على مكافآت مجزية من سمو وزير الرياضة، الذي كرّمهم أيضًا بعد انتصارهم في نصف النهائي على نادي الهلال.

 

مع إطلاق رؤية المملكة 2030، أصبحت الرياضة أحد ركائز التنمية المجتمعية، وارتبطت بمحاور استراتيجية مثل جودة الحياة، الصحة، السياحة، والترفيه، إلى جانب الاستثمار الوطني. وتزامنًا مع ذلك، استضافت المملكة العديد من البطولات العالمية، منها الملاكمة، وكرة القدم، وسباقات الفورمولا 1 والفورمولا E، وسباقات الرالي، حيث فاز البطل السعودي يزيد الراجحي بلقب رالي داكار كأول سعودي يحقق هذا الإنجاز.

 

كذلك، وُسعت مشاركة المملكة في سباقات الماراثون والدراجات، مع الحفاظ على أصالة الرياضات العربية مثل سباقات الهجن والخيل. وفي عام 2020، تم تحويل الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة الرياضة، التي تبنّت حوكمة الأندية وتحويلها إلى كيانات اقتصادية ذات إدارات مستقلة ومسؤولة عن أدائها المالي والإداري، وساهمت هذه الخطوة في استقطاب نجوم عالميين للعب في الأندية السعودية والترويج للمملكة على المستويات الرياضية والاقتصادية والثقافية.

 

ضمن برنامج جودة الحياة، تم إنشاء "أكاديمية مهد" بقرار مجلس الوزراء رقم 654 في يونيو 2021، وهي جهة متخصصة باكتشاف وتطوير المواهب الرياضية من سن الثامنة في مجالات متنوعة ككرة القدم، وألعاب القوى، وكرة اليد، والجودو، والتايكوندو، وتهدف إلى تمكين الأبطال الوطنيين من تحقيق ميداليات وجوائز في المنافسات الدولية.

 

الدولة لم تقتصر في دعمها على الرياضات الرجالية، بل شمل الدعم تطوير الرياضة النسائية وتأسيس فرق نسائية داخل الأندية، إلى جانب دمج الرياضة في القطاع التعليمي، ورفع الوعي بأهميتها في المراحل الدراسية المختلفة. وقد سجلت الرياضيات السعوديات حضورًا قويًا، مثل اللاعبة هتان السيف في الفنون القتالية، ويارا الحقباني في بطولات التنس.

 

وفي عام 2024، نظمت المملكة بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية بمشاركة أكثر من 1500 لاعب ولاعبة من داخل المملكة وخارجها ضمن أكثر من 500 فريق، وتجاوزت قيمة الجوائز الستين مليون دولار، ما يعكس التقدم الكبير في هذا المجال.

 

وفي واحدة من أكبر خطواتها الرياضية، تقدمت المملكة بملف استضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم، وحصلت رسميًا على شرف تنظيم البطولة، وفور إعلان الفوز، أصدر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قرارًا بإنشاء الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم برئاسته.

 

كما افتُتحت مؤخرًا المرحلة الأولى من مشروع "المسار الرياضي" في مدينة الرياض، ضمن رؤية المملكة لجعل الرياضة جزءًا محوريًا في حياة المواطنين والمقيمين، تأكيدًا لرؤية القيادة بأن الرياضة ليست ترفًا، بل ركيزة من ركائز الرفاه والتنمية.


المصدر: al-jazirah

 

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن السعودية هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.