قفزة الرياضة السعودية نحو المستقبل

أحصل على تذكرة يوم مجاني الأن!
شهدت العاصمة الرياض مؤخرًا ختام النسخة الأولى من "منتدى الاستثمار الرياضي"، والذي مثل نقطة تحول مهمة في مسار تطور القطاع الرياضي بالمملكة، حيث تم خلاله توقيع 60 اتفاقية استثمارية، بمشاركة أكثر من 50 جهة ومؤسسة وشريك استراتيجي.
هذا التفاعل الواسع يعكس بوضوح مدى الحيوية المتزايدة التي يشهدها قطاع الرياضة في السعودية، ومدى جاذبيته للاستثمارات المحلية والعالمية.
ويأتي هذا التطور ضمن الأهداف الاستراتيجية لرؤية السعودية 2030، التي جعلت من الرياضة محورًا أساسيًا لبناء مجتمع حيوي، ورافدًا اقتصاديًا واجتماعيًا مهمًا.
القيمة السوقية ونمو الممارسة الرياضية
منذ انطلاق رؤية 2030، قفزت القيمة السوقية للقطاع الرياضي في المملكة من أقل من 5 مليارات ريال في عام 2016 إلى نحو 32 مليار ريال حاليًا، وسط تطلع للوصول إلى 83 مليار ريال بحلول عام 2030.
هذا النمو لم يكن في الجانب المالي فقط، بل شمل أيضًا نسب ممارسة الرياضة بين المواطنين، التي ارتفعت من 13% قبل عام 2016 إلى قرابة 50% اليوم، بفضل المبادرات المجتمعية والتحفيزية.
ولتلبية الطلب المتزايد، تم تأسيس 70 اتحادًا رياضيًا جديدًا منذ عام 2016، لتشمل معظم الألعاب والأنشطة، بما يضمن شمولية القاعدة الرياضية وتنوعها، وتوفير الفرص لمختلف شرائح المجتمع لممارسة الرياضة والمشاركة فيها.
حماية المحتوى الرياضي
تدرك المملكة أهمية حماية المحتوى الرياضي في تعزيز بيئة استثمارية آمنة ومستدامة. ولهذا تولي اهتمامًا خاصًا بتحديث القوانين والأنظمة المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية، خاصة فيما يتعلق بحقوق البث والنشر، من أجل الحد من القرصنة ومواكبة التطورات التقنية في هذا المجال.
وقد أكد خافيير تيباس خلال إحدى جلسات المنتدى على أن حماية المحتوى الرياضي تمثل خطوة أساسية تضمن استمرار التنافسية وتدفق الاستثمارات وتحقيق استدامة القطاع الرياضي على المدى البعيد.
خصخصة الأندية وتوسيع الاستثمار
وفي خطوة استراتيجية لرفع كفاءة الأندية السعودية وتعزيز حوكمتها المالية، أطلقت المملكة مشروع خصخصة الأندية، حيث استحوذت شركات وطنية كبرى على أندية رياضية ذات تاريخ طويل، مما يمثل نقلة نوعية في مسيرة التطوير والاستدامة.
كما شملت خطة الاستثمار الرياضي التي أُطلقت عام 2021، أكثر من 88 فرصة استثمارية بقيمة تقدر بـ 20 مليار دولار، من ضمنها 20 فرصة ذات أولوية، تضمنت قطاعات متنوعة كالأندية والأكاديميات، والمرافق، وصناعة الملابس والمعدات الرياضية.
ويتوقع محمد المسحل، الأمين العام الأسبق للجنة الأولمبية السعودية، أن يتجاوز حجم الاستثمار الرياضي في المملكة حاجز 250 مليار ريال خلال السنوات الست القادمة، تزامنًا مع توسع المشاريع الرياضية والبنى التحتية المرتبطة بها.
فعاليات عالمية.. نحو الريادة الدولية
نجحت المملكة خلال السنوات القليلة الماضية في استضافة أكثر من 100 بطولة وفعالية رياضية دولية، كان من أبرزها سباقات الفورمولا 1، وكأس السوبر الإسباني، وكأس السوبر الإيطالي، وبطولات عالمية للملاكمة.
كما تستعد لاستضافة مجموعة من أبرز البطولات الرياضية القادمة، منها:
كأس التحدي الآسيوي عام 2026
كأس أمم آسيا لكرة القدم 2027
بطولة العالم لدراجات الطرق الوعرة 2028
الألعاب الأولمبية الشتوية 2029
ويُتوج هذا المسار الرياضي الطموح باستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2034، لأول مرة بمشاركة 48 منتخبًا في دولة واحدة، وهو إنجاز تاريخي يعكس حجم التحول الرياضي الذي تعيشه المملكة.
الأثر المجتمعي والتحول الثقافي
لم تقتصر أهداف المملكة في الرياضة على الجوانب الاقتصادية والاستثمارية فحسب، بل سعت إلى تحقيق تأثير اجتماعي وثقافي عميق، حيث أصبحت الرياضة وسيلة لتعزيز قيم التعاون والتسامح والمنافسة الإيجابية، مما يساهم في بناء مجتمع صحي ونشط.
كما تسهم البرامج التوعوية المستمرة في نشر ثقافة الرياضة واللياقة بين المواطنين، دعمًا لأهداف رؤية 2030 في رفع جودة الحياة، وزيادة معدل متوسط الأعمار، وتعزيز الرفاهية البدنية والنفسية للمجتمع.
ختامًا، يعكس هذا الزخم في القطاع الرياضي السعودي حجم الطموح والرؤية الواضحة نحو بناء اقتصاد متنوع، ومجتمع متوازن، من خلال الرياضة بوصفها قوة ناعمة ذات أبعاد اقتصادية وثقافية واجتماعية عميقة.
المصدر: alweeam
الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن السعودية هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.