الرياضة في رمضان: بداية حماسية ونهاية يغلبها الخمول

مع حلول شهر رمضان المبارك، يتجدد شغف الكثيرين بممارسة الرياضة، حيث يسعى البعض للحفاظ على لياقتهم البدنية، بينما يطمح آخرون إلى إنقاص الوزن وتعزيز صحتهم.

ومع ذلك، يشهد منتصف الشهر تراجعًا ملحوظًا في النشاط الرياضي، ليحل محله الكسل والخمول، وهي ظاهرة تتكرر سنويًا.

وفي هذا السياق، رصدنا آراء عدد من ممارسي الرياضة حول تجاربهم الشخصية، وأسباب هذا التراجع، إضافة إلى بعض النصائح للاستمرار في ممارسة الرياضة طوال الشهر الفضيل.

استطلاع رأي

ما هو وقت التمرين المفضل لديك؟

صباحاً

بعد الظهر

مساءً

البداية القوية والتراجع التدريجي

يقول أحمد البدر، إن الأيام الأولى من رمضان تشهد إقبالًا كبيرًا على المشي في الممرات الرياضية والتمارين في الصالات الرياضية، حيث يحرص الكثيرون على تحقيق أهدافهم الرياضية، لكن مع دخول العشر الأواخر، يتغير المشهد تمامًا، إذ ينشغل الناس بالتسوق أو ترتيبات العيد، مما يؤدي إلى تراجع معدل النشاط الرياضي بشكل واضح.

من جانبه، يوضح فهد الزهراني أن الحماس لممارسة الرياضة يكون في ذروته مع بداية رمضان، حيث يمتلئ الممشى والنوادي بالمتدربين، لكن مع مرور الأيام، يبدأ هذا الحماس في الفتور تدريجيًا حتى يقل عدد الممارسين إلى حد كبير بحلول منتصف الشهر.

أسباب التراجع في ممارسة الرياضة خلال رمضان

اتفق العديد من ممارسي الرياضة الذين استطلعنا آراءهم على أن هناك عدة عوامل تسهم في هذا التراجع، أبرزها:

ضيق الوقت: يشكل ازدحام جدول رمضان بالعبادات، مثل أداء الصلوات وقيام الليل، إلى جانب الزيارات العائلية، تحديًا كبيرًا يجعل الكثيرين يجدون صعوبة في تخصيص وقت لممارسة الرياضة.

تغيير مواعيد النوم والأكل: اضطراب النوم وتغيير مواعيد الوجبات يؤثران على مستويات الطاقة، ما يقلل الحافز لممارسة النشاط البدني.

الإرهاق الناجم عن البداية القوية: يندفع البعض في الأيام الأولى من رمضان إلى ممارسة تمارين مكثفة بغرض التعويض عن الأيام السابقة، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب، وبالتالي التوقف لاحقًا عن ممارسة الرياضة.

الإفراط في تناول الطعام: تكثر الولائم الغنية بالأطعمة الدسمة، إضافة إلى الحلويات الرمضانية، ما يجعل الحفاظ على نظام غذائي صحي أمرًا صعبًا، وبالتالي يؤثر ذلك على القدرة على ممارسة الرياضة بانتظام.

أهمية الرياضة في رمضان.. استثمار في الصحة

رغم التحديات التي تواجه ممارسي الرياضة في رمضان، يؤكد الكثيرون على أهمية الاستمرار في التمارين خلال الشهر الفضيل، ليس فقط من أجل خسارة الوزن، بل للحفاظ على الصحة العامة وتحسين جودة الحياة.

تقول مشاعل: "الرياضة ليست مجرد هدف لإنقاص الوزن، بل هي استثمار في الصحة على المدى البعيد". بينما يشدد راكان الخزيم على ضرورة عدم التوقف عن التمارين في رمضان، مؤكدًا أن هذا الشهر يتطلب وعيًا صحيًا أكبر بسبب اضطراب العادات الغذائية.

رؤية المملكة 2030 ودورها في دعم الرياضة

في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة، تم توفير العديد من المسارات الرياضية والفعاليات التي تشجع الأفراد على ممارسة الرياضة طوال العام، بما في ذلك شهر رمضان.

وتوفر الدولة كافة المحفزات والتسهيلات التي تدعم النشاط البدني، سواء من خلال الحدائق والمسارات المجهزة أو عبر الحملات التوعوية التي تشجع على تبني نمط حياة صحي ومستدام، مما يعزز ثقافة الرياضة للجميع، ويجعل من ممارستها عادة يومية، بغض النظر عن الانشغالات الموسمية.

ختامًا.. الاستمرارية هي المفتاح

في ظل تحديات الصيام والتغيرات اليومية التي يجلبها رمضان، يظل التوازن هو الحل الأمثل للحفاظ على اللياقة البدنية، حيث ينصح الخبراء بتعديل مواعيد التمارين وفقًا للطاقة المتاحة، وتجنب الإرهاق المفرط، مع التركيز على التغذية السليمة، لضمان الاستمرار في ممارسة الرياضة طوال الشهر الكريم دون انقطاع.

المصدر: akhbaar24

الآراء التي يتم مشاركتها في مدونة جيمنيشن هي آراء المؤلفين المعنيين فقط ولا تمثل وجهات نظر جيمنيشن أو أي عضو من فريق جيمنيشن.